بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة بحث جمعتها من المصادر المراجع التي
عنت بتسلسل نسب آل البيت عليهم السلام وخاصة الأدارسة .. وهذا نقل حرفي من تلك
الكتب التي تحصلت واطلعت عليها ..
وسوف يجد المتابع بعض تعليقاتي التي أحاول من
خلالها تبيان أو ربط المواضيع بعضها ببعض .. وهي مسوده أن شاء الله سقوم بإستكمالها
وألحاق البحث الحقيقي بها في الوقت المناسب .. والله اسأل أن يوفقني للخير ويباعد بيني
وبين الشر ..
هذا شيء يسر مما جمعت اعرضة للمهتمين عسى الله أن ينفع به .......
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده المتفرد بعبادته والصلاة
والسلام على خير الأنام نبي الهدى والفرقان محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه...
أما بعد ان من نافلة القول أن يبحر الانسان
عبر عالم من الثقافة والمعرفة .. وخاصة أن هذه المعارف أصبحت متهيئة لطالبها عبر
وسائل متعددة ولكن هناك أمور لربما نتجاهلها أو نبتعد عنها لأسباب ومسببات مختلفة
.. لذا لابد الاشارة انني كنت في يوم من الأيام عازفا عن البحث والقراءة في
المعارف وفي الأنساب .. بالأخص وكنت أظنها انها لا تنفع ولا تضر .. حتى ظهرت
تحاليل الجينية لبعض أفراد الغربه فتناقل القوم أننا من العترة الطيبه المباركه ..
هنا تذكرت بعض المواقف التي مرت بي في وقت الصغر وأيام الشباب وكنت قد تناسيتها ..
حتى أذن الله سبحانه وتعالى أن أدلو بدلوي ملتحقا بكوكبة من شباب قبيلتي الذين
خرجوا الى عالم الانترنت .. يبحثون ويتقصون عن نسبنا الى ال بيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم ..
ومن هنا بدأت أبحث للثقافة العامه فقط لا غير
ولكنني ومن خلال ما وقفت عليه من بعض المراجع والنصوص القديمه والمشجرات وبعض
الدراسات للباحثين المعاصرين .. حيث تجمع لدي كم طيب من المعلومات التي كنت أسجلها
في دفتر كشكول .. واحتفظ ببعض الروابط وأحمل بعض الكتب من خلال الشبكه العنكبوتيه ..
التي بها كم طيب من تلك الكتب المتخصصة في علم الأنساب .. ولكن كنت دائما أتساءل
وأدون من خلال منبري عن مسألة ظبط الأنساب وتوثيق السلالات الأسريه التي لها حظور
قوي في منطقة الحجاز ومناطق متفرقة من المشرق العربي والمغرب العربي .. ولا ريب أن
مسألة الشرف بمعنى صحة الأنساب للبيت النبوي الطاهر .. قد اختلط أمرها بين صحيح
النسب وصريحة .. وبين منتحل له بدون حجة .. والعجيب ان كثير من المدعين (تشرفا) تراموا
على ما ليس لهم .. هنا خشيت ان أخوض في مغمار ليس لي به سابق علم .. وحيث ان
القضية من الأهمية بمكان على مستوى العالم الاسلامي .. قد اخذت منحنيات مختلفة ..
وقد هيئ الله لهذا النسب الطيب المبارك من يعنى به ويضبط أسانيده وتوثيقه من خلال
علماء الانساب الموثوق بهم وكبار المؤرخين في مراحل مختلفة من العصور السابقه .. ومن
هنا وقفت على كثير من المؤرخين والنسابة والقافة (العيافة) .. حتى أنني تواصلت
واتصلت ببعض من لديهم خبرة ودراية في علم الأجنة .. حتى تكونت لدي فكرة عامه
استطيع من خلالها أن أبدأ بحثا وتقصيا وتحريا عن ابائي وأجدادي ونسبهم من خلال
تسلسلهم .. حيث توفر لدي من كتب ومشجرات ومطويات وشهادات وقفت عليها وحملتها
وراجعتها من خلال الشبكه ألعنكبوتيه ولا يخفى على الجميع أن كثير ما يبث في الشبكه
العنكبوتيه لا يرقى الى مستوى الكمال .. ولا لصحيح الإسناد .. لذا عملت على الوصول
لبعض الكتب التي تخص الشجرات البحثيه عن نسبنا .. وطال الأمد في الحصول على تلك
الوسائل والكتب حتى هيئ الله لي سبحانه وتعالى بعض الاخوة الذين بادروا بإرسال بعض
المخطوطات والوثائق عبر البريد الالكتروني فكانت بداية في تتبع الفروع المختلفة
(الغريب) .. ولكنني وقعت في معضلة اخرى ان بعض تلك الوثائق والكتب كانت تناقض
بعضها البعض وخاصة في حقبة زمنيه تقع مابين عام 950هـ حتى 1250هـ حيث لم اجد مصدرا
موثوقا ممكن أن أستند عليه في بحثي عن الفروع ولعل معظم ما سجل في تلك الفترة .. هو
النقل الشفوي كابرا عن كابر لذى كنت أمعن في تلك الفترة وأكتب من خلال منبر في
تويتر أنني تشعبت ..
هنا لابد الاشارة الى أمر أرى أنه مهم جدا
.. أن هذا التشعب جعلني أتريث في كثير من الأمور التي أصبحت بين يدي فعملية تحرير
وضبط الانساب ليست بالأمر الهين على المختصين والمشهود لهم في التاريخ والنسابة
المعروفين .. فما بالك بمن يقحم نفسه في هذا العالم دون خلفية علمية معتبره .. لاغرو
ان أذكر أن الله سبحانه وتعالى هيئ لي الاتصال المباشر مع بعض من النسابة في كل من
الحجاز والمغرب والجزائر وفي الاردن .. حيث أنني كنت أستشيرهم في أمور محدده
فكانوا يدلوني ويعينوني على هذا الأمر وفي يوم اتصل بي فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن
محمد الغريبي وأخبرني أننا مدعوون لمجلس الدكتور المستشار/عدنان وزان .. فكان مجلس
طيب حيث تعرفت على حبر الحجاز النسابة المعروف راجح العبدلي كذلك تعرفت على
الدكتور المستشار/عدنان وزان .. واستمعنا
الى دروس أفادتني كثيرا ثم أنني قمت بزيارة مكتبة الدكتور المستشار /عدنان وزان ..
حيث ناقشت مع الدكتور بعض المعضلات التي
تواجهني فأسدى الي نصائح أخذتها بعين الاعتبار حتى أتمم بحثي ..
وهنا لابد من الاشارة لأمر هو أنني قد
اعتزلت الناس من أكثر من ثلاثة عقود حيث ابتعدت عن التجمعات والحزبية والتكتلات
..فكانت سياحتي هي الكتب والثقافة العامه .. وأنا في هذه المرحلة أجد لذة وراحة
نفسيه لا استطيع أن أصفها .. ولكنني أوجزها بانكبابي على أصول ومستنسخات وكتب
ورسائل .. باحثا عن حقيقة نصوص ومطاردة شوارده ولواحقه ولم أدخر في هذا التحقيق
جهدا في ضبط البحث وتوثيقه وإحيائه وتخريجه في أدق الصور التي تليق به ..فجزى الله
خيرا كل من أحسن لي ومدني بالمراجع والكتب والمشجرات والبحوث العلمية التي لا تقدر
عندي بثمن وأعلم مدى المصاعب التي سوف أتكبدها .. وهذا منة من الله سبحانه وتعالى
علي بان اختصني بأن أقوم بهذا البحث الذي بين أيديكم داعيا الله سبحانه وتعالى أن
يكون مكملا لمن سبقني أو لحق بي في هذا المضمار ..
-- لاغرو أن الكتب والمصنفات في الانساب
إلى جانب التراجم والرحلات والأدب .. وما ينشر عن اخر نتائج التحاليل الجينية .. هي
من أهم المصادر التي استفدت منها في معالجة العديد من المعضلات التاريخية .. وبشيء
من العناية والتدقيق .. ذلك أن ما تحتوي عليه من معلومات من شأنها تسهيل الوصول
والتتبع .. وإلقاء الضوء على بعض الجوانب المنسيه أو المهملة في حقبة من الحقب لدى
المؤرخين أو النسابة كما يمكن أن تعين على سد بعض الثغرات التي قد نقف عليها في
بحثنا .. وإن موروثنا الذي وقفت عليه اللجنة من الإرث الداخلي كان سندا لي في
البحث في كثبان القرون والعقود التي وارت خلفها حقيقة نسبنا الشريف ..
-- وقد أشرت في هذا البحث بأن العرب قد
اهتمت بانسابها قبل ظهور الإسلام .. حيث كان المجتمع العربي قبليا بالدرجة الأولى
فكان سباقا في تدوين علم الأنساب ..فوجدت تطورا بشكل ملحوظ في عهد الحبيب عليه
واله أفضل الصلاة والسلام .. وفي عهد الخلفاء الراشدين .. وخاصة مع خروج المجاهدين
الفاتحين في الجيوش الإسلامية حيث بدأت العطاءات وتوزيع الجيوش وإسناد المهام
والمناصب على إعتبارات تتوافق مع تلك المرحلة .. لا ريب من الإشارة إلى بعض الكتب
والمصنفات في الأنساب مثل ( النسابة الكبير) لأبي اليقظان النسابه عام 190هـ .. جمهور
النسب لهشام بن محمد السائب الكلبي 204هـ .. نسب قريش وأخبارها لعلي بن محمد
المدائني 225هـ .. نسب قريش لمصعب الزبيري 236هـ .. نسب الأشراف لأبي الحسن
البلاذاري 279هـ .. وقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى اهمية النسب كعامل من عوامل الالتحام
والقوة في الأسرة والجماعة والقبيلة ..
-- ومن هنا لابد الإشارة أن الممالك يعظم
شأنها باعتمادها على الدين الذي يقوي العصبة .. فقد ذكر الدكتور /هاشم العلوي
القاسمي من كلية الأدب والعلوم الإنسانية (فاس) حيث قال: (لان الصبغة الدينية تذهب
بالمنافسة والتحاسد في أهل العصبة) .. وذكر كما يرى في القرشيين شرطا أساسيا من
شروط الخلافة حيث يقول: (وأما النسب القرشي .. فلإجماع الصحابة يوم السقيفة على
ذلك) .. ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم في الصحيح: ( لا يزال هذا
الأمرفي هذا الحي من قريش) ..أخرجه البخاري في الصحيح ويضيف الدكتور/هاشم العلوي
القاسمي .. (بأن الحكمة في اشتراط النسب القرشي ومقاصد الشرع منه .. بما يقتصر فيه
على التبرك بوصلة النبي صلى الله عليه واله وسلم .. فلابد إذا من المصلحة في إشراط
النسب .. وهو المقصود من مشروعيتها .. وإذا صبرنا وقسمنا لن نجدها إلا اعتبار
العصبية التي تكون بها الحماية والمطالبة .. ويرتفع الخلاف والفرقة بوجودها لصاحب
المنصب .. انتهى
كذلك ذكر بن خلدون مثل هذا التعبير ..
(راجع مقدمة ابن خلدون صفحة 244) ..
ولابد من الإشارة بأن عامل النسب ضغط بشدة
على مجريات الأحداث التي كان المشرق العربي مسرحا لها .. خصوصا عندما طرحت قضية
(الأحقية بالإمامة) .. ومن هنا وجدنا تصدعات في المجتمع العربي .. حيث برزت تيارات
وتكتلات مذهبية ذات وجهات متباينة .. كان لها أثر كبير في تحديد الخريطة الجغرافيه
والسياسية للعالم الإسلامي فيما بعد .. ومن هنا برز الاهتمام الكبير بالقرشيين
وبالمنتسبين إلى بيت ال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ..
أما بالنسبة للمغرب العربي فقد استثيرت هذه
القضية بوصول الإمام إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى إليها ونجاحه في تجميع
الناس والدعوة إلى الله وتأسيس دولة الخلافة الإدريسية في المغرب العربي .. حيث
تجذر في عقلية المجتمع المغربي معنى الانتساب إلى العترة الطيبة المباركة حيث
اكتسب طابعا خاصا ..
ــ ولابد الإشارة إلى أن تزايد أعداد
الأشراف في تلك الفترة وتوسع فروعها من نسل إدريس الأكبر بالمغرب .. حيث تكونت
شريحة كبيرة في المغرب العربي فتعزز دورها في الحقل السياسي والاجتماعي والتنظيمي
ومن هنا بدأ الترتيب للنقابات ورابطات الأشراف في المغرب العربي .. مما أسهم في
تقوية نفوذ ذرية إدريس في المجتمع المغربي من خلال تحقيق امتيازات في تلك الحقبة ..
ــ يقول الأستاذ محمد القابلي بأن أول ظهور
سياسي اجتماعي لهذه الفئة تم في عصر المريني .. حين بدأ بنو العزفي حكام سبته .. ولأول
مرة في تاريخ الغرب الإسلامي يحتفون بالمولد النبوي .. وأدت هذه التجربة إلى تقوية
علاقتهم بالسلطة .. وأصبحوا تبعا لذلك يتمتعون بنفوذ معنوي ويكونون .. جبهة
اجتماعية تتمتع بامتيازات ماديه وتحظى بنفوذ سياسي .. وقد ربط القبلي سياسة
المرينيين إزاء الأشراف المغاربة بأمرين اثنين: أولهما قضية الخلافة التي كانت
تدفع بالمرينيين إلى التسلح ضد الحفصيين ببيعة أشراف الشرق (يقصد أمراء الحجاز) ..
ثانيا: أن المرينيين كانوا في حاجة إلى مساندة الأشراف المغاربة لهم ضد الخصم
العبد الوادي من الناحية المعنوية ثم أضاف إلى ذلك عاملا ثالث : وهو التصوف الذي
كان في القرن الرابع عشر الميلادي يمثل تيارا مقاطعا للحكم المركزي .. الشيء الذي
دفع بالمرينيين إلى تلغيم القطاع الشعبي الذي يعمل فيه المتصوفة عن طريق تجسيد محبتهم
لأهل البيت وترجمتها .. بخلاف الزهاد .. إلى واقع مادي ممسوس ..
ولعل سياسة المرينيين ولعل سياسة المرينيين
إزاء الأشراف قد برزت بصفة جلية منذ عهد أبي يعقوب يوسف وخليفة أبى الحسن وأبى
عنان .. حيث أصبح الاحتفال بعيد المولد النبوي رسميا في سائر البلاد كما بدأ الاهتمام
بعملية إحصاء الشرفاء من الأدارسة وغيرهم ..
ــ وارتكزت هذه العلاقة بين المرينيين وكل
من شركاء سبتة وسجلماسة على أساس التوازن .. ومراعاة الأهمية الاقتصادية القصوى
لمناطق نفوذ كل من الطرفين والأدارسة سوف يحتفظ لهم بنوع من المراعاة الخاصة نظرا لأسبقيتهما
.. واستمر هذا الواقع إلى أواخر الرابع عشر الميلادي ..
غير أنه من بداية القرن الخامس عشر
الميلادي أخذت أهلية الأشراف تتقلص .. وفي المقابل بدأ نجم الصوفية يسطع .. ومكانتها
تتقوى داخل الأوساط الشعبية كنتيجة لامتناعهم عن تزكية السياسة الجبائية .. التي
كان الفلاحون وسكان الجبال يتحملون أعبائها .. وبسبب نشاطهم المتزايد في تعبئة
البوادي وغيرها ضد الغزاة .. الشيء الذي سيؤهل في نهاية المطاف الزوايا لتحويل
الحكم عن العصبيات التقليدية إلى أسرة من السلالة النبوية وهي أسرة السعديين .. انتهى
(راجع محمد إقبال .. مراجعات حول مجتمع والثقافة بالمغرب الوسيط صفحة 86) ..
ــ تجدر الإشارة هنا إلى أن العديد من
المصادر والدراسات في المغرب العربي عامة قد ركزت على أهمية عنصر الشرف .. كعاملهم
في قيام الدول فالمؤرخ اليفراني يقول عن مؤسسها محمد القائم بأمر الله : وكفى ذلك
على صحة نسبه الشريف عندهم .. وإلا لما خصوه بالإمامة العظمى التي لا يتمنطق
حرمتها إلا شريف النسب قرشي محتدى .. كما اعتبر ( عبد الكريم كريم ) .. هذا العنصر
من أهم أسباب نجاح هذه الدولة وهذا العامل شدد عليه الزياني في تحفة الحاذي المطرب
.. إذ نجده يركز على صحة النسب الشريف للسعديين .. ويفند طعونات خصومهم في أصول
أجدادهم الذين استوطنوا درعة منذ عام 630هـ .. وإني هنا لا أريد الدخول في
التفاصيل ولكنني أوردها بمقتضيات البحث والتحقيق ..
ــ ولابد هنا الإشارة أن السلاطين السعديون
راعوا تواصلهم في نسب الشرفاء .. فخصوهم بظهائر التوقير والاحترام ومنحوه امتيازات
متنوعة .. ومنها إجراء إحصاء وتعداد للأشراف في المغرب العربي ومن ثم ارتقوا خطة
النقابات إلى أعلى المراتب بحيث أصبحت وزارة تعنى في تلك العهود بتوثيق أنساب آل
البيت والأدارسة خصوصا ..
ــ ومع وصول العلويين إلى الحكم ازدادت
مكانة الأشراف حظوة وترسخ محبتهم في قلوب الناس .. وأحاطهم البلاط بعطف ورعاية .. فكانت
الهبات والأموال توزع عليهم بسخاء والظهائر تسند إليهم بالمئات .. حتى أضحى جنابهم
محفوظا ومن ذلك أن أعناق العامة تشرئب إليهم وتطمع في وساطاتهم إما لإسداء خدمة أو
فض منازعة .. وإجارة من مكروه بل أن البعض ذهب إلى الاعتقاد بكراماتهم وشفاء
المرضى أو نزول الغيث .. بل أن مظاهر التبرك بالأشراف أصبحت سائدة في ذلك العصر
كتقبيل رؤوسهم وأطرافهم والتقرب إليهم بإهداء البنات إلى الأشراف ليتزوجوهن من غير
تكاليف .. (راجع .. إبراهيم حركات المغرب عبر التاريخ المجلد الثالث صفحة 544) .. (راجع
.. تاريخ الضعيف الرباطي المجلد الأول صفحة 379) ..
وقفه:ــ
وأورد هنا ما ذكره العياشي ابن أحمد بن
محمد بن الحسن المريني اليوسفي في كتاب الفهرس في عامود نسب الأدارسة مايلي :ـ كان
بودي وأنا بقصد تهيئة السلسلة المتعلقة (بصور من التاريخ البطولي بمنطقة جبلة ).. إلا
أتعرض لشجرة الانساب .. ولا لعمود النسب .. وأثناء البحث كنت أصادف من حين لآخر
قصاصات تاريخية تتحدث عن حقبة تاريخية غابرة .. كان لها من الأنظمة والتقاليد
والحياة الاجتماعية ما يسترعي الانتباه .. والحال أنها الآن من التاريخ المغمور ..
فعن لي أن يكون البحث فيها في مقدمة البحوث قصد جمع شذراتها الذهبية .. واستخلاص
زبدتها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها .. وأثناء البحث وتتبع مراحل التنقيب وجدت أن
جل المحاور كانت تدور حول الأسر التي لها انتماء بالسلسلة الإدريسية العلوية .. وتمشيا
مع هذه القصاصات واستنادا إلى ما جاء في كتب التاريخ والتراجم .. فإن المولى إدريس
ابن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب
وفاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك اثنى عشر ولدا هم :ـ محمد
.. عمر.. القاسم .. ويحيى .. وحمزة ..وكثير ..وجعفر ..وعلي.. وعيسى ..وداوود .. وأحمد
.. وعبد الله .. وزاد بعضهم .. الحسن .. والحسين
وزاد فريق آخر ..عمران .. وقال آخرون بزيادة إبراهيم .. ومثل هذا الاختلاف وقع أيضا
في الأحفاد والأعقاب .. ومرد ذلك راجع إلى عدم الإجماع في ظبط الأولاد من جهة .. وتنافسهم
على السلطة من جهة أخرى .. وانقسامهم على أنفسهم من ناحية ثالثة .. الشيء الذي فتح
أعين الطامعين من فاطميين وأمويين (هنا يقصد الدولة الأموية بالأندلس ) إلى تتبع
آثارهم ومحاولة محوهم من الخريطة المغربية .. وتلاحقهم أين ما وجدوا بحيث لم ينجو
من هذه الإبادة الجهنمية إلا من تنكر لنسبه .. وتقمص نسبآ غير نسبه ..أو فر إلى
المناطق التي لاتصل إليها أقدام الخصوم ..وتكسرت شوكتهم .. وأبعدوا من ديارهم
وخربت مدنهم وحواضرهم ..وهكذا بقوا يبحثون عن الملاجئ في الصحاري النائية والقمم
العالية والجبال الوعرة تاركين للخصوم ما بناه أجدادهم وشيدوه من قصور .. ولم
يتنفس الصعداء إلا في عهد المرينيين الذين وصلوا إلى حكم المغرب مابين القرنين 13و 15م .. فعند ذلك أخذوا يبحثون عنهم في كل
مكان ويعيدون لهم مجدهم ومكانتهم .. وكسوهم أردية الاحترام والاعتبار والتبجيل
والتعظيم والتوقير .. وبنوا أضرحتهم وجعلوا لهم حمى ومحارم كحمى البيت العتيق .. ومن
بعدهم جاء الوطاسيون ثم السعديون (1509/1636م) .. فاقتفوا سبيل المرينيون وأسدلوا
عليهم ألوية الاحترام كذلك .. وحرروهم من التكاليف والخدمات والمفروضات المخزنية
وأنزلوهم المنزلة اللائقة بهم .. (انتهى النقل الحرفي )..
قد ورد في كتاب منهج الإرتحال نقلا من كتاب
الإعلام بمحاسن من حل بمراكش و أغمات من الأعلام ما نصه { و قال في المجد الطارف و
التالد بعد أن ذكر الإمام الجزولي ما نصه و لا شك أن الشرف وشيج العراقة في سملالة
من قديم لكونهم آوو الأدارسة و السليمانيين بعد إجلائهم و خلعهم شارة الشرف و
اختفائهم في القبائل و لبسهم عباءة البداوة و استوائهم مع العامة حتى نسوا نسبهم
ثم ذكر أن مشاهيرهم بعد الجزولي القطب سيدي أحمد بن موسى و سيدي رحال.....انتهى من
لفظه
وفي سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول ..
كتب العلامة عبد الله أبن محمد بن على حشلاف .. فلما تسلط عليهم ( يقصد الأدارسة )
الظالم أبن العافية قبحة الله تفرقو وهجروا فاس موطن اسلافهم وتغيرت أنسابهم ..
وبدلو ألقابهم خوفا على أنفسهم وحريمهم فضاع نسبهم فصار الشخص ينسب نفسه للبلد
التي يسكن بها وهذا هو السبب الأقوى في تغير الأنساب .. فنسبة الشخص للبلد التي
يسكنها دون نسبته لأصله وقبيلته فالقرشي مثلا إذا سكن الجزائر أو تونس أو مصر
ويقال أنا جزائري أو تونسي أو مصري .. فينقلب علية اسم تلك البلد ويتناسى نسبة
وقبيلته وأصله .. إنتهى ..
قال الحافظ الواقي .. في ألفيته في مصطلح
الحديث .. وضاعت الأنساب بالبلدان .. فنسب الأكثر للأوطان ..
قال صاحب عجائب الأسفار .. يتعذر معرفة نسب
الأشراف في وقتنا لاندماجها في البربر والعرب ..
وقد نفي الكثير من الأدارسة والأشراف
وحجروا في اصقاع الأرض لذا تمادوا في أخفاء أنسابهم إلى أن ظهرت الدولة المرينية
..
ــ وكتب الدكتور/ عبد الهادي
التازي في كتابة آل البيت في المغرب ما نصة .. ظلوا ولفترة قرن كامل يقاومون
ويناضلون .. وقد مرت بهم فترة من الفتراتِ الحاكمةِ كانوا يضطرون فيها للهجرة ألى
الصحاري والجبال .. بل يضطرون ألى تغيير انسابهم وأسماءهم حتى يفلتوا من القتل
والسفك .. وما بطش موسى ابن أبى العافيه بغائب عن أسماع كل المغاربه بل وعن
المهتمين بتاريخ الغرب الاسلامي كله ! إنتهى النقل ..
ــ وقد ذكر المزني العياشي أن تشعب الأمور
أصبح يسهم في التفريق بين الشريف ومن هو غير شريف..وكل من حاول التصنيف في هذا
الميدان فإن النتيجة سوف لا تكون إلا جزئية مهما كانت الأسباب ..والحجج
والإحتياطات .. وذكر وقال:كنت أجد نفسي مجبرا على إثبات بعض العائلات مكرره وذلك
داخلآ في نطاق النقل مع عدم دلائل الترجيح وكمثال على ذلك أجد عائلة مثلآ مدرجة في
شجرة ثم ألقاها في شجرة ثانية ثم في شجرة ثالثة ..وهكذا مع كون المؤلفين مختلفين
خوفآ في الوقوع في المحظور وأسجلها حسبما عثر عليها على الرغم من انتسابها لأحمد
مرة ولعلي مرة أخرى ..انتهى
وعن
الحفاظ على النسب في المغرب كتب الدكتور / عبد الهادي التازي في كتاب .. آل البيت
في المغرب ما نصه :ــ والجدير بالذكر في هذا المقام أن المؤرخين المغاربه اهتموا جميعهم
بأمر الأنساب .. ولذلك نجد العشرات من التآليف التي تنصب على معالجة هذا الموضوع
.. نجد أنهم جميعهم وهم يتحدثون عن تاريخ بناء فاس مثلاً لابد وأن يستحضروا مؤسس
المدينة .. ويذكرون نسبه وذريته .. كما نجدهم أي المغاربة .. وهم يتصاهرون بعضهم
مع بعض .. يحرصون على ذكر شجرة الشريف منهم في صلب عقد الصداق بحيث نجد أن الزوج
الذي ينتسب للدوحة الشريفة يحرص على ذكر والده وجده الى أن يصل الى الامام علي
وزوجته السيده فاطمة الزهراء .. وهكذا كان الأمر بالنسبة للزوجة الشريفة التي تحرص
على أن يذكر أسلافها واحداً واحداً الى مولانا علي ومولاتنا فاطمة... انتهى
النقل ..
ـ كما
أورد الدكتور / عبد الهادي التازي في نفس الكتاب .. ولم يكن غريباً علينا أن السلطان
المريني أبا الحسن علي بن السلطان أبي سعيد عثمان بن أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق
.. واسطة عقد الدولة المرينية وأحد سلاطينها الأجلاء ـ المتوفى بجبل هنتاته جنوب
المغرب يوم 27 ربيع الأول 752 (1352) ـ أن نجد هذا السلطان يقوم بعملية جرد لجميع
الشرفاء القرباء والبعداء .. ويبعث بقاضي الحضرة الفاسية العالم الاكبر .. السفير
الاجل ابا سالم ابراهيم بن ابي زيد عبد الرحمن بن ابي يحيى التازي .. يبعث به
لسائر اطراف البلاد مميزاً لأعيانهم ومختبراً لأنسابهم الى ان اتم جرداً لأمير المؤمنين
يستوعب سائر الانساب والأحساب ... انتهى نقل حرفي ..
ومن هنا ومن خلال تتبعي لكثير من المؤلفات
والمشجرات فقد ترسخ عندي أنه من الصعب الجزم بتسلسل نسب أو فرع حتى علي بن أبي
طالب وخاصة في حقب زمنية معينة تعرض فيها
آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للقتل والتهجير والتشريد والمتابعة
..لذى لم أتوقف عند هذه المراحل أو الحقب كثيرا وسوف أكتفي للإشارة إليها إذا وجدت
ما يتناسب مع ذلك ..أو يخدم السياق العام ..
ولابد
هنا الإشارة لما جاء ضمن إجابة الشريف العنقاوي فيه " : و من هنا أهيب بالباحثين والنسابين
الحيطة والحذر في النقل من بعض كتب و مخطوطات الأنساب المغربية .. حتى لا يقعوا في
بعض المصادر الموضوعة .. ولهذا نظائر في العديد من البلدان الاسلامية ..فمثلاً : وردت في المصادر النسبية المغربية
عدد من المخطوطات منسوبة للإمام السيوطي .. و هي من جملة المؤلفات النسبية المشكوك
في صحتها .. بل نجزم هنا بأنها ليست للإمام السيوطي المصري .. كما نجد
مخطوط .. التحقيق في أهل النسب الوثيق .. لأحمد العشماوي الذي كان حياً سنة ( 1142
هـ) .. و قد ورد هذا المخطوط بعدة أسماء .. و نسخه توجد اليوم في عدد من الأماكن ..
منها نسخة بالخزنة العامة 1351 D ، و أخرى بـ( رقم 2/د ) .. و ثالثة بـ( رقم 3887 ) و قد تلاعب الناسخون
في كل نسخة .. فأضافوا أنساب .. و حذفوا أخرى في كل نسخة .. و في الجملة .. فإنَّ
مثل هذا الكتاب من الكتب المشكوك في مصداقيتها "..وقد أثرتُ هذا في الحوار
الذي أجراه معه الدكتور بن عجيبة .. وغيرها من القضايا النسبية! .. انتهى
وعليه و تبياناً لذلك .. أقول : وإن كنت لست بنسابة أو باحث يعتد به ..
إلا انني وجدت التناقض فيما يبث عبر شبكة الإنترنت .. وخاصة في مناطق محددة .. حيث
أجد من يدعي أنتساب قوم لقوم .. أو لمجموعة دون إيراد الدليل القاطع .. وهم يدعون
إنهم ينقلون من إبائهم وأجدادهم وكبار السن في حاضرتهم .. وأنا هنا لا اشكك بقدر
ما أحذر من الانسياق خلف تلك الدعوى .. خاصة أنني أجد ما يناقضها في نفس المنتدى
أو في منتديات أخرى .. وهذا نجدة جلي في دخلت بعض الأقوام في الشرف .. حتى نجد
المؤرخ المغربي ابن زيدان في ( المنزع اللطيف) يذكر لنا مقولة: " كاد المغرب
أن يكون شريفاً " .. من كثرة من ادَّعى الشرف .. و ذكر لنا المؤرخ المغربي بن
زيدان في ( العز والصولة ) أيضاً : " .. أنه لما بويع المولى اسماعيل (1082هـ)
.. وجد أمر الأشراف مختلاً .. و كادت الرعايا أن تصير كلها أشرافاً !! فلما رأى
ذلك صار كل من يأتيه من الأشراف يخرجه من الرعية .. و يدفعه للودايا أو قواد
رؤوسهم أو لعبيد الدار" .. ويعتبر حاكم
المغرب المولى إسماعيل .. هو الذي صان الأنساب من الدخيل .. و أثبتها بقواعدها في
دفتره المشهور المبني على دفتر أبي العباس المنصور .. الذي يعتبر الآن مفقوداً ..
و قد بحثت عنه كثيراً .. و سألت عنه
الأستاذ محمد المنوني العلامة بالمغرب حيث التقيت به بالرباط سنة (1419هـ) .. حيث
قال :" إن ديوان أبي العباس المنصور (يسمع ولايرى) .. فقد ضاع
"
.. والله اعلم ..
علم الأنساب:
النَّسَبُ لغة: بفتح النون والسين .. نَسَبُ القَربى وهو واحدُ الأَنْسابِ .. النِّسْبةُ والنُّسْبَةُ والنَّسَبُ القَرابةُ وقيل: هو في الآباء خاصَّةً وقيل: النِّسْبَةُ مصدرُ الانْتِسابِ .. والنُّسْبَةُ الاسمُ التهذيب النَّسَبُ يكون بالآباءِ ويكونُ إِلى البلاد ويكون في الصِّناعة ..
ونسبه نَسَبًا: عَزاه .. ونَسَبه .. سَأَله أَن يَنْتَسِبَ ونَسَبْتُ فُلانًا إِلى أَبيه أَنْسُبه وأَنْسِبُهُ نَسْبًا إِذا رَفَعْتَ في نَسَبه إِلى جَدِّه الأَكبر قاله الجوهري .. نَسَبْتُ الرجلَ أَنْسبُه بالضم نِسْبةً ونَسْبًا إِذا ذَكَرْتَ نَسَبه وانْتَسَبَ إِلى أَبيه أَي اعْتَزَى.
العقب لغة: ذكر صاحب اللسان معاني عدة للعقب .. منها فيما يخص السياق الذي نحن يصدده قوله .. قيل عَقَبَه إِذا جاءَ بعده وعَقَبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه ولم يَبْقَ منه شيء .. وكلُّ شيءٍ جاءَ بعد شيء وخَلَفَه فهو عَقْبُه ..
والعَقِبُ والعَقْبُ والعاقِبةُ ولَدُ الرجلِ ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ بعده .. وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة وقولهم: ليستْ لفلانٍ عاقبةٌ .. أَي: ليس له ولَد .. وقولُ العَرَبِ .. لا عَقِبَ له .. أَي لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر .. وقوله تعالى : ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) الزخرف: 28 أَرادَ عَقِبَ إِبراهيم عليه السلام يعني .. لا يزال من ولده من يُوَحِّدُ اللّه .. والجمع أَعقاب .. وأَعْقَبَ الرجلُ : إِذا ماتَ وتَرك عَقِبًا .. أَي ولدًا .. يقال : كان له ثلاثةُ أَولادٍ .. فأَعْقَبَ منهم رَجُلانِ .. أَي تَرَكا عَقِبًا ودَرَجَ واحدٌ .. وذهب فلانٌ فأَعْقَبه ابنُه: إِذا خَلَفه .. وهو مِثْلُ عَقَبه .. وعَقَبَ مكانَ أَبيه يَعْقُب عَقْبًا وعاقِبة وعَقَّبَ إِذا خَلَف .. وكذلك عَقَبَه يَعْقُبُه عَقْبًا .. الأَوّل لازم والثاني مُتَعَدٍّ .. وكلُّ من خَلَف بعد شيء فهو عاقبةٌ وعاقِبٌ له .. وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذا خَلَفه وهو مثلُ عَقَبه .. ويقال لولد الرجل: عَقِبُه وعَقْبُه .. وكذلك آخرُ كلِّ شيء عَقْبُه وكل ما خَلَف شيئًا فقد عَقَبَه .. وقد ورد في تفسير الطبري .. (الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { ذُرِّيَّة بَعْضُهَا مِنْ بَعْض } يَعْنِي بِذَلِكَ : أَنَّ اللَّه اِصْطَفَى آل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان { ذُرِّيَّة بَعْضهَا مِنْ بَعْض } فَالذُّرِّيَّة مَنْصُوبَة عَلَى الْقَطْع مِنْ آل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان : لِأَنَّ " الذُّرِّيَّة " نَكِرَة , وَ " آل عِمْرَان " مَعْرِفَة , وَلَوْ قِيلَ نُصِبَتْ عَلَى تَكْرِير الِاصْطِفَاء لَكَانَ صَوَابًا , لِأَنَّ الْمَعْنَى : اِصْطَفَى ذُرِّيَّة بَعْضهَا مِنْ بَعْض . وَإِنَّمَا جُعِلَ " بَعْضهمْ مِنْ بَعْض " فِي الْمُوَالَاة فِي الدِّين وَالْمُوَازَرَة عَلَى الْإِسْلَام وَالْحَقّ , كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات بَعْضهمْ أَوْلِيَاء بَعْض .. ) انتهى ..
النَّسَبُ لغة: بفتح النون والسين .. نَسَبُ القَربى وهو واحدُ الأَنْسابِ .. النِّسْبةُ والنُّسْبَةُ والنَّسَبُ القَرابةُ وقيل: هو في الآباء خاصَّةً وقيل: النِّسْبَةُ مصدرُ الانْتِسابِ .. والنُّسْبَةُ الاسمُ التهذيب النَّسَبُ يكون بالآباءِ ويكونُ إِلى البلاد ويكون في الصِّناعة ..
ونسبه نَسَبًا: عَزاه .. ونَسَبه .. سَأَله أَن يَنْتَسِبَ ونَسَبْتُ فُلانًا إِلى أَبيه أَنْسُبه وأَنْسِبُهُ نَسْبًا إِذا رَفَعْتَ في نَسَبه إِلى جَدِّه الأَكبر قاله الجوهري .. نَسَبْتُ الرجلَ أَنْسبُه بالضم نِسْبةً ونَسْبًا إِذا ذَكَرْتَ نَسَبه وانْتَسَبَ إِلى أَبيه أَي اعْتَزَى.
العقب لغة: ذكر صاحب اللسان معاني عدة للعقب .. منها فيما يخص السياق الذي نحن يصدده قوله .. قيل عَقَبَه إِذا جاءَ بعده وعَقَبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه ولم يَبْقَ منه شيء .. وكلُّ شيءٍ جاءَ بعد شيء وخَلَفَه فهو عَقْبُه ..
والعَقِبُ والعَقْبُ والعاقِبةُ ولَدُ الرجلِ ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ بعده .. وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة وقولهم: ليستْ لفلانٍ عاقبةٌ .. أَي: ليس له ولَد .. وقولُ العَرَبِ .. لا عَقِبَ له .. أَي لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر .. وقوله تعالى : ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) الزخرف: 28 أَرادَ عَقِبَ إِبراهيم عليه السلام يعني .. لا يزال من ولده من يُوَحِّدُ اللّه .. والجمع أَعقاب .. وأَعْقَبَ الرجلُ : إِذا ماتَ وتَرك عَقِبًا .. أَي ولدًا .. يقال : كان له ثلاثةُ أَولادٍ .. فأَعْقَبَ منهم رَجُلانِ .. أَي تَرَكا عَقِبًا ودَرَجَ واحدٌ .. وذهب فلانٌ فأَعْقَبه ابنُه: إِذا خَلَفه .. وهو مِثْلُ عَقَبه .. وعَقَبَ مكانَ أَبيه يَعْقُب عَقْبًا وعاقِبة وعَقَّبَ إِذا خَلَف .. وكذلك عَقَبَه يَعْقُبُه عَقْبًا .. الأَوّل لازم والثاني مُتَعَدٍّ .. وكلُّ من خَلَف بعد شيء فهو عاقبةٌ وعاقِبٌ له .. وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذا خَلَفه وهو مثلُ عَقَبه .. ويقال لولد الرجل: عَقِبُه وعَقْبُه .. وكذلك آخرُ كلِّ شيء عَقْبُه وكل ما خَلَف شيئًا فقد عَقَبَه .. وقد ورد في تفسير الطبري .. (الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { ذُرِّيَّة بَعْضُهَا مِنْ بَعْض } يَعْنِي بِذَلِكَ : أَنَّ اللَّه اِصْطَفَى آل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان { ذُرِّيَّة بَعْضهَا مِنْ بَعْض } فَالذُّرِّيَّة مَنْصُوبَة عَلَى الْقَطْع مِنْ آل إِبْرَاهِيم وَآل عِمْرَان : لِأَنَّ " الذُّرِّيَّة " نَكِرَة , وَ " آل عِمْرَان " مَعْرِفَة , وَلَوْ قِيلَ نُصِبَتْ عَلَى تَكْرِير الِاصْطِفَاء لَكَانَ صَوَابًا , لِأَنَّ الْمَعْنَى : اِصْطَفَى ذُرِّيَّة بَعْضهَا مِنْ بَعْض . وَإِنَّمَا جُعِلَ " بَعْضهمْ مِنْ بَعْض " فِي الْمُوَالَاة فِي الدِّين وَالْمُوَازَرَة عَلَى الْإِسْلَام وَالْحَقّ , كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات بَعْضهمْ أَوْلِيَاء بَعْض .. ) انتهى ..
أهمية علم الأنساب:
لا خفاء أن المعرفة بعلم الأنساب من الأمور المطلوبة .. والمعارف المندوبة .. لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية .. والمعالم الدينية .. فقد وردت الشريعة المطهرة باعتبارها في مواضع:
ـــ منها: العلم بنَسَب النبي صَلَّى الله عليه وآله وسلم .. وأنه النبي القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر منها إلى المدينة .. فإنه لا بد لصحة الإيمان من معرفة ذلك .. ولا يعذر مسلم في الجهل به وناهيك بذلك .. ومنها: التعارف بين الناس حتى لا يعتزي أحد إلى غير آبائه .. ولا ينتسب إلى سوى أجداده .. وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ) الحجرات: 13 .. وعلى ذلك تترتب أحكام الورثة .. فيحجب بعضهم بعضًا .. وأحكام الأولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض .. وأحكام الوقف إذا خص الواقف بعض الأقارب أو بعض الطبقات دون بعض .. وأحكام العاقلة في الدية حتى تضرب الدية على بعض العصبة دون بعض وما يجري مجرى ذلك .. فلولا معرفة الأنساب لفات إدراك هذه الأمور وتعذر الوصول إليها ..
ـــ ومنها: اعتبار النَسَب في الإمامة التي هي الزعامة العظمى، وقد حكى الماوردي في الأحكام السلطانيَّة الإجماع على كون الإمام قرشيًّا ثم قال: ولا اعتبار بضرار حيث شد فجوزها في جميع الناس فقد ثبت أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "الأئمة من قريش" .. ولذلك لما اجتمع الأنصار يوم وفاة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة .. وأرادوا مبايعة سعد بن عبادة الأنصاري احتج عليهم الصديق رضي الله تعالى عنه بهذا الحديث .. فرجعوا إليه وبايعوه .. وقد رُوي أنه صَلَّى الله عليه وسلم قال: "قدموا قريشًا ولا تتقدموها" .. وهذا عند الشافعية: فإن لم يوجد قرشي اعتبر كون الإمام كنانيًّا من ولد كنانة بن خزيمة .. فإن تعذر اعتبر كونه من بني إسماعيل عليه السلام .. فإن تعذر اعتبر كونه من إسحاق .. فإن تعذر اعتبر كونه من جرهم .. لشرفهم بصهارة إسماعيل .. بل قد نصوا أن الهاشمي أولى بالإمامة من غيره من قريش .. فلولا المعرفة بعلم النَسَب لفاتت معرفة هذه القبائل وتعذر حكم الإمامة العظمى التي بها عموم صلاح الأمة.. وحماية البيضة .. وكف الفتنة .. وغير ذلك من المصالح ..
ـــ ومنها: اعتبار النَسَب في كفاءة الزوج للزوجة في النكاح عند الشافعي رضي الله عنه حتى لا يكافئ الهاشميَّة والمطلبيَّة غيرها من قريش .. ولا يكافئ القرشيَّة غيرها من العرب ممن ليس بقرشي .. وفي الكنانيَّة وجهان أصحُّهما أنه لا يكافئها غيرها ممن ليس بكناني ولا قرشي .. وفي اعتبار النَسَب في العجم أيضًا وجهان أصحُّهما الاعتبار .. فإذا لم يعرف النَسَب تعذرت معرفة هذه الأحكام ..
ـــ ومنها: مراعاة النَسَب الشريف في المرأة المنكوحة .. فقد ثبت في الصحيح أن النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال: "تُنكَح المرأة لأربع لدينها وحسبها ومالها وجمالها"، فراعى صَلَّى الله عليه وسلم في المرأة الحسب وهو الشرف في الآباء ..
ـــ ومنها: التفريق بين جريان الرق على
العجم دون العرب على مذهب من يرى ذلك من العلماء .. وهو أحد القولين للشافعي رضي
الله عنه فإذا لم يعرف النَسَب تعذر عليه ذلك إلى غير ذلك من الأحكام الجارية هذا
المجرى ..
وقد سمعت من حبر الحجاز الدكتور النسابة
راجح العبدلي يقول .. العلم بالنسب من الضروريات وأورد في ذلك إستشهادات سبق أن
ذكرتها ..
أدلة جواز الرفع في الأنساب:
ذهب كثير من الأئمة المحدثين .. والفقهاء .. كالبخاري .. وابن إسحاق .. والطبري إلى جواز الرفع في الأنساب .. احتجاجًا بعمل السلف .. فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه في علم النَسَب بالمقام الأرفع والجانب الأعلى .. وذلك أول دليل وأعظم شاهد على شرف هذا العلم وجلالة قدره ..
ــ وقد صنف في علم الأنساب جماعة من جملة العلماء وأعيانهم .. كأبي عبيدة .. والبيهقي .. وابن عبد البر .. وابن هرم .. وغيرهم وهو دليل شرفه ورفعة قدره ..
فصل في الحث على تعلم الأنساب ومعرفتها:
وعلم المعارف والأنساب لهذه الأمة من أهم العلوم التي وضعها الله سبحانه وتعالى فيهم على ما قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) ..
وروى عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم طاف يوم فتح مكة على ناقته القصواء ليستلم الأركان كلها بمحجنه فما وجد لها مناخا في المسجد حتى نزل على أيدي الرجال ..ثم أخرجوها إلى بطن الوادي فأناخوها ثمة .. ثم خطب الناس على راحلته فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "أما بعد! .. فإن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهليَّة وتعاظمها بآبائها .. إنما الناس رجلان: بر تقي كريم على الله .. وفاجر شقي هين على الله" .. ثم قال: "إن الله عز وجل يقول: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) .. ثم قال: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..
ومعرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده .. لأن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف .. وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما قال تعالى ( وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ) الروم: 22..
وروى عبد الله بن يزيد مولى المنبعث أنه أخبره عن أبيه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: إن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم كان يقول: " } تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم .. فإن صلة الرحم محبة في الأهل .. مثراة في المال .. منسأة في الأثر {..
وروى إسحاق بن سعيد .. قال: حدثني أبي قال: كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فسأله: من أنت؟ قال: فمَتَّ له برحم بعيدة .. فألان له القول .. وقال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وآله وسلم: ( اعرفوا أنسابكم تصلوا به أرحامكم .. فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت .. وإن كانت قريبة .. ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة )
وروى عمارة بن غزية، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت : لا تعجل .. وأْتِ أبا بكر الصديق فإنه أعلم قريش بأنسابها حتى يلخص لك نَسَبي ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى
الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى جمعا من الناس على رجل فقال: " ما هذا ؟
" فقالوا: يا رسول الله ! رجل علامة .. قال: " وما العلامة ؟ "
قالوا: يا رسول الله ! أعلم الناس بأنساب العرب وأعلم الناس بالشعر وأعلم الناس
بما اختلفت فيه العرب .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا علم لا
ينفع وجهل لا يضر " .. قال أبو بكر الحازمي (ت584) : ومن أصول الحديث معرفة الأنساب .. وأهمها معرفة أنساب العرب .. فإنها
تنتسب إلى القبائل، وهي تفانت .. وطريق إدراك معرفتها النَّقل ..
وأما العجم فإنها لا تكاد تنتسب إلى أب قديم إلاَّ نادراً .. وأكثر انتسابها إلى الأمكنة والصّنائع .. أمّا الأمكنة فأكثرها مشهورة مدركة بالأخبار المتواترة .. غير مفتقرة إلى تجشُّم بحثٍ وتكلُّف سَبْر .. إلاَّ أمكنة يسيرة تحتاج إلى استكشاف .. وإمّا لبعدها عن حوزة الإسلام وإما لخمول ذكرها نحو القرى والجبال والأودية .. قال ابن فندق البيهقي (ت565) ولأهل اليونان الحكمة والمنطق وللهند التنجيم والحساب وللفرس الآداب أعني: آداب النفس والأخلاق .. ولأهل الصين الصنائع .. وللعرب الأمثال وعلم النسب فعلوم العرب الأمثال والنسب واحتاج كل واحد من العرب إلى أن يعلم سمت كل لقب ومصالحه وأوقاته وأزمنته ومنافعه في رطبه ويابسه وما يصلح منه للبعير والشاة .. ثم علموا أن شربهم ماء السماء فوضعوا لذلك الأنوار ..
وعرفوا تغير الزمان وجعلوا نجوم السماء أدلة على أطراف الأرض وأقطارها ليس لهم كلام إلا وهم خاضعون فيه على المكارم وليس في الفرس والروم والترك والبربر والهند والزنج من يحفظ اسم جده أو يعرف نسبه لذلك تداخلت أنسابهم وسمي بعضهم إلى غير أبيه ..
والعربي يحفظ الأنساب فكل واحد منهم يحفظ نسبه إلى عدنان أو إلى قحطان أو إلى إسماعيل أو إلى آدم عليه السلام فلذلك لا ينتمي واحد منهم إلا إلى آبائه وأجداده ولا يدخل في أنساب العرب الدعي.وخلصت أنسابهم من شوائب الشك والشبهة فكل واحد من العرب يتناسب أصله وفرعه ويتناصفه بحره وطبعه وزكى ندره وزرعه .. فللعرب من المنابت أزكاها ومن المغارس أتمها وأعلاها. ولجمع العرب كرم الأدب إلى كرم الأنساب ولقنهم الله الحكمة وفصل الخطاب .. ولولا علم الأنساب لانقطع حكم المواريث وحكم العاقلة وهما ركنان من أركان الشرع .. قال السمعاني: (ومعرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده لأن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما قال تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم وكنت في رحلتي أتتبع ذلك وأسأل الحفاظ عن الأنساب وكيفيتها وإلى أي شيء نسب كل أحد .. الأنساب ج:1 ص: 18 ..
وأما العجم فإنها لا تكاد تنتسب إلى أب قديم إلاَّ نادراً .. وأكثر انتسابها إلى الأمكنة والصّنائع .. أمّا الأمكنة فأكثرها مشهورة مدركة بالأخبار المتواترة .. غير مفتقرة إلى تجشُّم بحثٍ وتكلُّف سَبْر .. إلاَّ أمكنة يسيرة تحتاج إلى استكشاف .. وإمّا لبعدها عن حوزة الإسلام وإما لخمول ذكرها نحو القرى والجبال والأودية .. قال ابن فندق البيهقي (ت565) ولأهل اليونان الحكمة والمنطق وللهند التنجيم والحساب وللفرس الآداب أعني: آداب النفس والأخلاق .. ولأهل الصين الصنائع .. وللعرب الأمثال وعلم النسب فعلوم العرب الأمثال والنسب واحتاج كل واحد من العرب إلى أن يعلم سمت كل لقب ومصالحه وأوقاته وأزمنته ومنافعه في رطبه ويابسه وما يصلح منه للبعير والشاة .. ثم علموا أن شربهم ماء السماء فوضعوا لذلك الأنوار ..
وعرفوا تغير الزمان وجعلوا نجوم السماء أدلة على أطراف الأرض وأقطارها ليس لهم كلام إلا وهم خاضعون فيه على المكارم وليس في الفرس والروم والترك والبربر والهند والزنج من يحفظ اسم جده أو يعرف نسبه لذلك تداخلت أنسابهم وسمي بعضهم إلى غير أبيه ..
والعربي يحفظ الأنساب فكل واحد منهم يحفظ نسبه إلى عدنان أو إلى قحطان أو إلى إسماعيل أو إلى آدم عليه السلام فلذلك لا ينتمي واحد منهم إلا إلى آبائه وأجداده ولا يدخل في أنساب العرب الدعي.وخلصت أنسابهم من شوائب الشك والشبهة فكل واحد من العرب يتناسب أصله وفرعه ويتناصفه بحره وطبعه وزكى ندره وزرعه .. فللعرب من المنابت أزكاها ومن المغارس أتمها وأعلاها. ولجمع العرب كرم الأدب إلى كرم الأنساب ولقنهم الله الحكمة وفصل الخطاب .. ولولا علم الأنساب لانقطع حكم المواريث وحكم العاقلة وهما ركنان من أركان الشرع .. قال السمعاني: (ومعرفة الأنساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده لأن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما قال تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم وكنت في رحلتي أتتبع ذلك وأسأل الحفاظ عن الأنساب وكيفيتها وإلى أي شيء نسب كل أحد .. الأنساب ج:1 ص: 18 ..
يقول الدكتور يوسف العلوي:
إن البحث في تاريخ المغرب في العصر الوسيط
الإسلامي يحتاج إلى طرق مواضيع جديدة للكشف عن جوانب لا يزال الغموض يكتنفها ..
خصوصا في المجالات الدينية والفكرية ومالها من تأثير على تطور الأحداث التاريخية
.. وباعتبارها--أيضا- العنصر المحدد في تشكيل ذهنيات المجتمع ..
قال ابن
قتيبة :
فإني رأيت كثيرا من الأشراف من يجهل نسبه ومن ذوى الأحساب من لم يعرف سلفه ومن قريش من لايعلم من أين تمسه القربى من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله أو الرحم بالأعلام من صحابته ورأيت من أبناء ملوك العجم من لايعرف حال أبيه وزمانه ورأيت من ينتمى إلى الفصيلة وهو لا يدرى من أي العمائر هي وإلى البطن وهو لا يدرى من أى القبائل هو ورأيت من رغب بنفسه عن نسب دق فانتمى إلى رجل لم يعقب كرجل رأيته ينتمى إلى أبى ذر الغفارى ولا عقب لأبى ذر وآخر ينتمي إلى حسان بن ثابت وقد أنقرض عقب حسان وكآخر دخل على المأمون فكلمه بكلام أعجبه فسأله عن نسبه فقال من طيء من ولد عدى بن حاتم فقال له المأمون ألصلبه قال نعم فقال هيهات أضللت إن أبا طريف لم يعقب فكان سقوطه بجهله حال الرجل الذي أختاره لدعوته أقبح من سقوطه بالنسب الذي رغب عنه ..
الضوابط المرتكزات كالتالي :
- 1الإخلاص أمر ضروري .. لا شك ولا ريب أن الإخلاص هو أساس كل علم وينبغي لمن يتكلم في علم الأنساب أن يجعل هذا الأمر نصب عينيه فلا يغفل عنه قيد أنملة .. قال علقمة بن وقاص الليثي سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) أخرجه البخاري (1: 3) .. قال الذهبي يحيى بن سعيد الأنصاري ) هو صاحب حديث الأعمال بالنيات وعنه اشتهر حتى يقال رواه عنه نحو المئتين قال أبوحاتم الشريف وممن رواه عن الأنصاري الإمام جعفر بن محمد .. وقيل : عمل إن لم يوافق نية فهو غرس لا يرى منه ثمر .. حسَن النية ما استطعت ولا تتبع في الناس أسباب الهوى .. إنما الأعمال بالنيات من ينو شيئا فله ما قد نوى ..
2 ـ الورع والتقوى .. لابد في الناظر في علم الأنساب أن يكون تقياً ورعاً خائفاً من ربه ومولاه وعليه أن يتذكر الوعيد الشديد الوارد في ا نتساب المرء إلى غير أبيه قال صلى الله عليه وسلم ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه .. أو يُري عينه ما لم تر .. أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقال .. وروى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كَفَرَ .. ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار ..وللبخاري من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه – وهو يعلم أنه غير أبيه – فالجنة عليه حرام ) . .عن مالك بن أنس رحمه الله قال : من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم – يعني بالباطل – يضرب ضرباً وجيعاً ويُشَهَّر .. ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته .. لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم .. والأثار في هذا الباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها والمقصود هو التحذير من الوقوع في هذه الهوة السحيقة وقد عد كثير من العلماء انتساب المرء إلى غير أبيه من الكبائر التي يخشى على صاحبها الوعيد ويدخل في هذا الوعيد المقر بالنسب الباطل والمزور للنسب الباطل ..
3 ـ الأمانة: في الحقيقة الأمانة شيء ضروري في جميع الأعمال وخاصة العلم الشرعي وبالأخص علم الأنساب لأن خطره متعدي فعلى النسابة أن يكون أميناً فيما يكتب أميناً فيما ينسب قال تعالى) : إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا) الأحزاب:72 .. وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء:58 .. وقال عز من قائل ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) الآية .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم - يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله يحدث .. فقال بعض القوم : سمع ما قال .. فكره ما قال .. وقال بعضهم: بل لم يسمع .. حتى إذا قضى حديثه !.. قال: أين السائل عن الساعة ؟ قال: أنا يا رسول الله .. قال: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) .. قال: وكيف إضاعتها؟ قال: ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة( .. وقيل : عليكم بتقوى الله في السر والجهر .. ولا تلبسوا صدق الأمانة بالغدر
وكونوا لجار الجنب حصنا وجنة إذا ما عرته النائبات من الدهر ..
فإني رأيت كثيرا من الأشراف من يجهل نسبه ومن ذوى الأحساب من لم يعرف سلفه ومن قريش من لايعلم من أين تمسه القربى من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله أو الرحم بالأعلام من صحابته ورأيت من أبناء ملوك العجم من لايعرف حال أبيه وزمانه ورأيت من ينتمى إلى الفصيلة وهو لا يدرى من أي العمائر هي وإلى البطن وهو لا يدرى من أى القبائل هو ورأيت من رغب بنفسه عن نسب دق فانتمى إلى رجل لم يعقب كرجل رأيته ينتمى إلى أبى ذر الغفارى ولا عقب لأبى ذر وآخر ينتمي إلى حسان بن ثابت وقد أنقرض عقب حسان وكآخر دخل على المأمون فكلمه بكلام أعجبه فسأله عن نسبه فقال من طيء من ولد عدى بن حاتم فقال له المأمون ألصلبه قال نعم فقال هيهات أضللت إن أبا طريف لم يعقب فكان سقوطه بجهله حال الرجل الذي أختاره لدعوته أقبح من سقوطه بالنسب الذي رغب عنه ..
الضوابط المرتكزات كالتالي :
- 1الإخلاص أمر ضروري .. لا شك ولا ريب أن الإخلاص هو أساس كل علم وينبغي لمن يتكلم في علم الأنساب أن يجعل هذا الأمر نصب عينيه فلا يغفل عنه قيد أنملة .. قال علقمة بن وقاص الليثي سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ه على المنبر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) أخرجه البخاري (1: 3) .. قال الذهبي يحيى بن سعيد الأنصاري ) هو صاحب حديث الأعمال بالنيات وعنه اشتهر حتى يقال رواه عنه نحو المئتين قال أبوحاتم الشريف وممن رواه عن الأنصاري الإمام جعفر بن محمد .. وقيل : عمل إن لم يوافق نية فهو غرس لا يرى منه ثمر .. حسَن النية ما استطعت ولا تتبع في الناس أسباب الهوى .. إنما الأعمال بالنيات من ينو شيئا فله ما قد نوى ..
2 ـ الورع والتقوى .. لابد في الناظر في علم الأنساب أن يكون تقياً ورعاً خائفاً من ربه ومولاه وعليه أن يتذكر الوعيد الشديد الوارد في ا نتساب المرء إلى غير أبيه قال صلى الله عليه وسلم ( إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه .. أو يُري عينه ما لم تر .. أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقال .. وروى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كَفَرَ .. ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار ..وللبخاري من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه – وهو يعلم أنه غير أبيه – فالجنة عليه حرام ) . .عن مالك بن أنس رحمه الله قال : من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم – يعني بالباطل – يضرب ضرباً وجيعاً ويُشَهَّر .. ويحبس طويلاً حتى تظهر توبته .. لأنه استخفاف بحق الرسول صلى الله عليه وسلم .. والأثار في هذا الباب كثيرة لا يتسع المجال لذكرها والمقصود هو التحذير من الوقوع في هذه الهوة السحيقة وقد عد كثير من العلماء انتساب المرء إلى غير أبيه من الكبائر التي يخشى على صاحبها الوعيد ويدخل في هذا الوعيد المقر بالنسب الباطل والمزور للنسب الباطل ..
3 ـ الأمانة: في الحقيقة الأمانة شيء ضروري في جميع الأعمال وخاصة العلم الشرعي وبالأخص علم الأنساب لأن خطره متعدي فعلى النسابة أن يكون أميناً فيما يكتب أميناً فيما ينسب قال تعالى) : إنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولا) الأحزاب:72 .. وقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء:58 .. وقال عز من قائل ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) الآية .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم - يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله يحدث .. فقال بعض القوم : سمع ما قال .. فكره ما قال .. وقال بعضهم: بل لم يسمع .. حتى إذا قضى حديثه !.. قال: أين السائل عن الساعة ؟ قال: أنا يا رسول الله .. قال: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) .. قال: وكيف إضاعتها؟ قال: ( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة( .. وقيل : عليكم بتقوى الله في السر والجهر .. ولا تلبسوا صدق الأمانة بالغدر
وكونوا لجار الجنب حصنا وجنة إذا ما عرته النائبات من الدهر ..
وقال عبيد الله عن سيار: قال عمر رضي الله
عنه: " تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم انتهوا .. وتعلموا
من الأَنسَاب ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به ما يحل لكم مما حرم عليكم من النساء
ثم انتهوا ..
وكان للعرب السبق في وضع أسس نظريات الترقية والتهذيب للسلالات منذ القديم .. فقد روت المصادر أن المنذر بن أبي حمضة الأكبر الهمداني أمر الهمدانيين أن يحسنوا إصهار لبناتهم إذ قال .. يا معشر همدان يستخير الرجل منكم الفحل لحجره ولا يستخيره لكريمته .. وقد جاء الإسلام مؤكدًا لهذه النظريَّة على لسان رسوله الكريم صَلَّى الله عليه وسلم حين قال .. تخيروا لنطفكم .. وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم .. وكان الخلفاء الراشدون وكثير من الصحابة والفقهاء من أعلم الناس بالأَنسَاب ..
أهميَّة علم الأَنسَاب من الناحيَّة التنظيمية:
كما كان للأَنسَاب في الإسلام أهميَّة من جوانب متعددة، منها في المجالات التنظيميَّة للدولة .. كالجانب الحربي الذي اعتُمِد في تنظيمه على الأساس القبلي .. كضرورة اجتماعيَّة وضرورة حربيَّة تتناسب مع التركيبيَّة الاجتماعيَّة والتنظيم العسكري الحربي .. وعندما وضع الخليفة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ الديوان في سنة عشرين للهجرة ..أمر بأن يتم ترتيب قوائمها بحسب الأَنسَاب والمنازل .. فاستدعي ثلاثة ممن لهم معرفة بأَنسَاب الناس هم: جبير بن مطعم، وعقيل بن أبي طالب ــ الأخ الأكبر لعلي بن أبي طالب .. ومخرمة بن نوفل .. فوضعوا الدواوين بحسب الأَنسَاب والمنازل ..
ومنذ بداية العصر الأموي ونتيجة اهتمام خلفاء بني أميَّة بالتاريخ والأَنسَاب بدأ الاهتمام بالأَنسَاب ينحو منحى ما كان عليه في الجاهليَّة من التعصب القبلي والأسري وظهرت كتب المثالب والمناقب.. وعملت الشعوبيَّة على تشجيع هذا الجانب بما أدخلته من أفكار غريبة على الأمة الإسلاميَّة أثَّرت على وحدتها .. فبدأ الصراع القبلي والفكري يدب بين أفراد المجتمع الإسلامي على أساس من التعصب .. ومن مظاهر ذلك الصراع: زيادة التأليف في الأَنسَاب بوصفه جزءًا من ذلك الصراع .. وكان لاتساع رقعة الدولة الإسلاميَّة ودخول دماء جديدة من بلدان متعددة أثر في زيادة التأليف في هذا الجانب واستخدام مناهج جديدة تتناسب مع التغيرات الاجتماعية، حيث صار مفهوم الأَنسَاب يطلق على النَسَب إما لصفة علميَّة أو مهنيَّة أو صفة سلوكيَّة أو جسمانية .. أو نَسَب للبلد الذي ولد منه أو نزل منه .. إضافة إلى النَسَب الأسري والقبلي ..
واليمن بحكم وضعها الجغرافي وبُعدها عن مركز الخلافة الإسلاميَّة بعد انتقالها إلى بغداد .. نشط فيها الاهتمام بهذا الجانب .. وأبرز من مثَّل هذا الجانب أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني صاحب ..( الإكليل ) الذي أخذ يتتبع أَنسَاب القبائل والأسر اليمنية .. وأشار إلى مصادر يمنيَّة نسبيَّة قديمة في هذا الصدد اعتمد عليها في كتبه. ومما أدى إلى نشاط هذا الجانب في اليمن: هجرة العلويين إلى اليمن فرارًا من بطش العباسيين .. فأقاموا لهم دويلات متتابعة في اليمن .. وكان اهتمامهم وتركيزهم بنسبتهم إلى الرسول ــ صَلَّى الله عليه وسلم ــ كبير جدًا .. وذلك ليحظوا بالتأييد والعطف والحصول على أموال الزكاة والخمس من خلال هذه النسبة .. فحرصوا على تدوين أنسابهم ووضعوا مشجرات لأنسابهم تتصل إلى علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ تتوارثها الأجيال .. وتضيف إليها المواليد الجدد .. ووضعوا مجموعة من الحدود والضوابط والامتيازات في علاقتهم الاجتماعيَّة بمن سواهم .. جعلوا أنفسهم يحتلون المرتبة الأولى على بقيَّة الشرائح الاجتماعية .. الأمر الذي أدى بالمقابل إلى قيام مجموعة من علماء اليمن ممن لا ينتسبون إلى البيت العلوي أمثال: الهمداني ـ والكلاعي ـ ونشوان الحميري وغيرهم .. بإبراز أنساب القبائل اليمنية .. ودورها التاريخي والحضاري الضاربة جذوره في أعماق التاريخ .. وإثبات الدور الكبير لأبناء اليمن في نشر الإسلام والدفاع عنه وتوليهم المراكز القياديَّة الأولى في المراكز العلميَّة والقضاء والوظائف الإداريَّة والعسكرية .. ثم توالت كتابة الأنساب عبر التاريخ .. واختلفت مشاربها سواء أنساب القبائل اليمنية .. أو أنساب الأسر العلوية .. والأسر العلمية ..والأسر الحاكمة وغيرها من الشرائح التي اهتمت بتدوين أنسابها ليحتل علم الأنساب المرتبة الأولى في مجال التدوين التاريخي عند اليمنيين.
وعلم الأنساب عند العرب منذ القديم لم يكن وسيلة للتمييز العنصري .. أو التمايز الطبقي الاجتماعي والديني .. وإنما كان وسيلة للرقي والتهذيب الاجتماعي والأخلاقي بأرقى صوره .. وما الكرم والشجاعة والمروءة والنبل والحكمة... وغير ذلك من الصفات الجليلة إلا وسيلة من وسائل النَسَب التي تفاخر بها الأجداد .. بل كان النَسَب أيضًا السياج والحياض الذي يجمع أبناء القبيلة ضمن إطاره في زمن لم يكن يعرف فيه العرب معنى الدول المقسمة ذات الحدود لوطن واحد... وكان له دور هام في تجميع القبائل ضد العدو الخارجي كوسيلة سياسيَّة إداريَّة في وقت لم يعرف فيه العرب فكرة التجمع حول الأيديولوجيات .. ووجوده كان الرباط القوي الذي وحد صفوف أبناء القبيلة في زمن لم يعرف العرب فيه معنى الجنسيات المختلفة لشعب واحد ..
وكان للعرب السبق في وضع أسس نظريات الترقية والتهذيب للسلالات منذ القديم .. فقد روت المصادر أن المنذر بن أبي حمضة الأكبر الهمداني أمر الهمدانيين أن يحسنوا إصهار لبناتهم إذ قال .. يا معشر همدان يستخير الرجل منكم الفحل لحجره ولا يستخيره لكريمته .. وقد جاء الإسلام مؤكدًا لهذه النظريَّة على لسان رسوله الكريم صَلَّى الله عليه وسلم حين قال .. تخيروا لنطفكم .. وانكحوا الأكفاء وأنكحوا إليهم .. وكان الخلفاء الراشدون وكثير من الصحابة والفقهاء من أعلم الناس بالأَنسَاب ..
أهميَّة علم الأَنسَاب من الناحيَّة التنظيمية:
كما كان للأَنسَاب في الإسلام أهميَّة من جوانب متعددة، منها في المجالات التنظيميَّة للدولة .. كالجانب الحربي الذي اعتُمِد في تنظيمه على الأساس القبلي .. كضرورة اجتماعيَّة وضرورة حربيَّة تتناسب مع التركيبيَّة الاجتماعيَّة والتنظيم العسكري الحربي .. وعندما وضع الخليفة عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ الديوان في سنة عشرين للهجرة ..أمر بأن يتم ترتيب قوائمها بحسب الأَنسَاب والمنازل .. فاستدعي ثلاثة ممن لهم معرفة بأَنسَاب الناس هم: جبير بن مطعم، وعقيل بن أبي طالب ــ الأخ الأكبر لعلي بن أبي طالب .. ومخرمة بن نوفل .. فوضعوا الدواوين بحسب الأَنسَاب والمنازل ..
ومنذ بداية العصر الأموي ونتيجة اهتمام خلفاء بني أميَّة بالتاريخ والأَنسَاب بدأ الاهتمام بالأَنسَاب ينحو منحى ما كان عليه في الجاهليَّة من التعصب القبلي والأسري وظهرت كتب المثالب والمناقب.. وعملت الشعوبيَّة على تشجيع هذا الجانب بما أدخلته من أفكار غريبة على الأمة الإسلاميَّة أثَّرت على وحدتها .. فبدأ الصراع القبلي والفكري يدب بين أفراد المجتمع الإسلامي على أساس من التعصب .. ومن مظاهر ذلك الصراع: زيادة التأليف في الأَنسَاب بوصفه جزءًا من ذلك الصراع .. وكان لاتساع رقعة الدولة الإسلاميَّة ودخول دماء جديدة من بلدان متعددة أثر في زيادة التأليف في هذا الجانب واستخدام مناهج جديدة تتناسب مع التغيرات الاجتماعية، حيث صار مفهوم الأَنسَاب يطلق على النَسَب إما لصفة علميَّة أو مهنيَّة أو صفة سلوكيَّة أو جسمانية .. أو نَسَب للبلد الذي ولد منه أو نزل منه .. إضافة إلى النَسَب الأسري والقبلي ..
واليمن بحكم وضعها الجغرافي وبُعدها عن مركز الخلافة الإسلاميَّة بعد انتقالها إلى بغداد .. نشط فيها الاهتمام بهذا الجانب .. وأبرز من مثَّل هذا الجانب أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني صاحب ..( الإكليل ) الذي أخذ يتتبع أَنسَاب القبائل والأسر اليمنية .. وأشار إلى مصادر يمنيَّة نسبيَّة قديمة في هذا الصدد اعتمد عليها في كتبه. ومما أدى إلى نشاط هذا الجانب في اليمن: هجرة العلويين إلى اليمن فرارًا من بطش العباسيين .. فأقاموا لهم دويلات متتابعة في اليمن .. وكان اهتمامهم وتركيزهم بنسبتهم إلى الرسول ــ صَلَّى الله عليه وسلم ــ كبير جدًا .. وذلك ليحظوا بالتأييد والعطف والحصول على أموال الزكاة والخمس من خلال هذه النسبة .. فحرصوا على تدوين أنسابهم ووضعوا مشجرات لأنسابهم تتصل إلى علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ تتوارثها الأجيال .. وتضيف إليها المواليد الجدد .. ووضعوا مجموعة من الحدود والضوابط والامتيازات في علاقتهم الاجتماعيَّة بمن سواهم .. جعلوا أنفسهم يحتلون المرتبة الأولى على بقيَّة الشرائح الاجتماعية .. الأمر الذي أدى بالمقابل إلى قيام مجموعة من علماء اليمن ممن لا ينتسبون إلى البيت العلوي أمثال: الهمداني ـ والكلاعي ـ ونشوان الحميري وغيرهم .. بإبراز أنساب القبائل اليمنية .. ودورها التاريخي والحضاري الضاربة جذوره في أعماق التاريخ .. وإثبات الدور الكبير لأبناء اليمن في نشر الإسلام والدفاع عنه وتوليهم المراكز القياديَّة الأولى في المراكز العلميَّة والقضاء والوظائف الإداريَّة والعسكرية .. ثم توالت كتابة الأنساب عبر التاريخ .. واختلفت مشاربها سواء أنساب القبائل اليمنية .. أو أنساب الأسر العلوية .. والأسر العلمية ..والأسر الحاكمة وغيرها من الشرائح التي اهتمت بتدوين أنسابها ليحتل علم الأنساب المرتبة الأولى في مجال التدوين التاريخي عند اليمنيين.
وعلم الأنساب عند العرب منذ القديم لم يكن وسيلة للتمييز العنصري .. أو التمايز الطبقي الاجتماعي والديني .. وإنما كان وسيلة للرقي والتهذيب الاجتماعي والأخلاقي بأرقى صوره .. وما الكرم والشجاعة والمروءة والنبل والحكمة... وغير ذلك من الصفات الجليلة إلا وسيلة من وسائل النَسَب التي تفاخر بها الأجداد .. بل كان النَسَب أيضًا السياج والحياض الذي يجمع أبناء القبيلة ضمن إطاره في زمن لم يكن يعرف فيه العرب معنى الدول المقسمة ذات الحدود لوطن واحد... وكان له دور هام في تجميع القبائل ضد العدو الخارجي كوسيلة سياسيَّة إداريَّة في وقت لم يعرف فيه العرب فكرة التجمع حول الأيديولوجيات .. ووجوده كان الرباط القوي الذي وحد صفوف أبناء القبيلة في زمن لم يعرف العرب فيه معنى الجنسيات المختلفة لشعب واحد ..
ما يشترط في قبول الوثيقة أو المخطوطة وكتب
الأنساب :
ــ أن تكون معتمدة موثقة ..
ــ أن تكون مؤرخة .. وغير مخالفة لما هو
معروف عن المؤرخين والنسابة ..
ــ التقيد بحرفية النص ولو كان على خطأ ..
ــ الإلمام بمواد علم التاريخ وتسلسلها
التاريخي والأنساب وطرقها وتشعباتها ..
ــ أن لا تكون مزورة .. واضحة غير مبهمة ..
فالاضطراب في الروايات تفقد الوثيقة أو المخطوطة أهميتها .. قال الدكتور عبد
الرحمن الشيخ ( أم إذا كان المخطوط مكتوب بيد الناسخ أو الوراق فمن الأفضل أن يجمع
الدارس أو الباحث أكبر عدد من النسخ المخطوطة لمقرنتها معا ليخرج في النهاية بنص
موثق ) انتهى .. أنظر كتاب المدخل لعالم التاريخ .. ص 88 ..
ــ عدم التعصب للرأي على حساب آراء أخرى ..
يقول ناجي بن تركي الهاجري ( لا إحتكار في علم الأنساب ) .. فمن المعلوم أن علم
الأنساب لا يختلف كثيراً عن بقية العلوم فهو علم شائع وذائع بين الناس لا يستطيع
أحد أن يحتكر هذا العلم مهما وصل من العلم وما أكثر من صنف في علم الأنساب من
العرب والموالي من الحسنيين والحسينيين ومن السنة والشيعة .. فكل من لديه قواعد هذا العلم وتجرد من الهوى واعتمد على مصادر علمية فلا مانع من أن يكتب ويصنف لا يستطيع أحد أن يمنعه ..
ــ تبني آراء رواة لا يمتون بصلة إلى
القبيلة المراد البحث عن أصولها وتاريخها .. فتلك بحوث تثري وتعين على أخراج البحث في أكمل صورة ..
__عدم الأخذ من رواة
وعلماء أنساب من أصحاب الفرق الإسلامية الأخرى بحجة أنهم مبتدعة.. هذه المسألة قد ناقشها الكثير من علماء الأنساب .. فقد قال : { ناجي بن تركي
الهجاري ) في تعريفه لضوابط علم الأنساب : ( تطبيق قواعد الجرح والتعديل على علم الأنساب لا يستقيم .. في الحقيقة لا ينبغي تطبيق قواعد الحديث على علم الأنساب ويكفي في الإنسان أن يكون صادقاً
عدلاً بعيداً عن الكذب وعلى هذا مشى أهل العلم بالحديث وكثير
من النسابة كانوا متكلم فيهم من ناحية الضبط ) انتهى .. وبالتجربة تبت صدق
نقلهم وتدوينهم .. فلو أخذنا بقاعدة الجرح والتعديل لوقعنا في معضلات واضطرابات في
حق كثير من علماء التاريخ والأنساب .. يقول { الخطيب البغدادي } .. ( وذهبت طائفة
من أهل العلم إلى قبول أخبار أهل الأهواء الذين لا يعرف منهم
إستحلال الكذب والشهادة لمن وافقهم بما ليس عندهم فيه شهاده .. وممن قال بهذا
القول من الفقهاء أبو عبدالله محمد بن أدريس الشافعي .. فإنه قال : { وتقبل شهادة أهل
الأهواء إلا الخطابية من الرافضة ، لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم } ) انتهى
.. كتابه الكفاية في علم الروايه .. ص 148 .. وهذا
مذهب ابن أبي ليلى .. وسفيان الثوري .. وروي مثله عن أبي يوسف ..
العلميون بقلم الدكتور أمل العلمي
العلميون كما لا يخفى على أحد، هم من
الأشراف الأدارسة، وهم حسنيون بطبيعة الحال إذ ينحدرون من سيدنا الحسن
السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم خير الأنبياء وخاتم المرسلين. § الأسرة الإدريسية وبعض فروعها : فعلى
من تطلق كنية الإدريسي ؟ أو ما هي الأسر الإدريسية على وجه التحديد ؟ تفيدنا
مادة الإدريسي ، من معلمة المغرب ، ج1 (ص 275 – 277)، بقلم محمد حجي ، من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة
والنشر (نشر مطابع
سلا 1410 / 1989) ؛ ما يلي : الإدريسي، أسرة شريفة كبيرة من أعرق بيوتات المغرب
حسبا وأكثرها عددا تشمل أصلا جميع المنحدرين من إدريس الأزهر بن إدريس بن عبد الله
الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراءبنت رسول
الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ثم اشتهر بهذه النسبة ابتداءً، من أواخر
القرن الهجري العاشر فرع أهل دار القيطون من العمرانيين، بينما عرف آل إدريس
الآخرون بأنساب فرعية غلبت عليهم كالجباريين والدباغيين والشبيهيين، والطالبيين
والطاهريين والعلميين والعمرانيين والغالبيين والوزانيين . ودار القيطون التي
ينتسب إليها الأدارسة القيطونيون هي الدار المتصلة بجامع الشرفاء التي سكنها إدريس
الأزهر بعد وفادة القرويين حينما انتقل لبناء هذه العدوة من مدينة فاس. وهم ينتمون
إلى القاسم بن إدريس الأزهر المعروف بالزاهد، الذي كانت طنجة وسبتة وبلاد الهبط من
نصيبه لما قام الخليفة محمد بن إدريس عام 213 هـ بتقسيم أقاليم المغرب على إخوته
الاثني عشر بإيعاز من جدتهم كنزة ، إلا أن القاسم تنازل عن ولايته لأخيه عمر وآثر
النسك والعبادة إلى أن مات ، وضريحه مشهور على شاطئ المحيط بين طنجة وأصيلا. وبعد
المحنة الكبرى التي عاناها الأدارسة على يد موسى بن أبي العافية وخلفائه ، وتشتتهم
في جبال المغرب وسهوله متنكرين لنسبهم إبقاء على حياتهم، استعادوا اعتبارهم ومكانتهم
مع المرينيين الذين كشفوا عن ضريح إدريس الأزهر بعد أن ظل مطموسا مهملا قرونا
عديدة وشيدوا قواعده بفخامة لائقة. وعاد حينئذ إلى فاس في جملة من عاد إليها من
الأدارسة فرقة من العمرانيين سكنوا دار جدهم (دار القيطون وأصبحت لهم زعامة هذا البيت
الشريف، وتمتعوا بحظوة كبيرة لدى الملوك وعامة الناس وخاصتهم، بينما احتفظ بالنسبة
العمرانية إخوانهم الذين بقوا بقبيلة سماتة من بلاد الهبط حيث توجد قلعة حجر
النسر الملجأ الأكبر للأدارسة بالشمال. وإلى ذلك يشير عبد الرحمان بن عبد القادر
الفاسي في الأقنوم بقوله : وشاع في الزمان عمرانيون = ومـنـهـم وُلاة دار الـقـيطـون
اختص العمرانيون الفاسيون أهل دار القيطون هكذا منذ صدر المائة الثامنة بخطتين :
النقابة ، وولاية ضريح جدهم ، حتى إذا انقرضت دولة بني مرين بمقتل عبد الحق بن
أبي سعيد، بويع نقيب الأدارسة محمد بن علي العمراني القيطوني المعروف بالحفيد
يوم الجمعة 27 رمضان عام 869هـ / 23 ماي 1465م. واستمر ملكه سبع سنين إلى أن تغلب
عليه محمد الشيخ الوطاسي ودخل فاساً في شوال عام 876هـ / مارس 1471م. فخرج منها
الحفيد مع أهله إلى تونس ملتجئا عند ملوكها الحفصيين. وفي عهد أحمد المنصور الذهبي
السعدي، رجع الأدارسة من تونس إلى فاس واستعادوا دار القيطون والنقابة والولاية
على ضريح جدهم إدريس الأزهر. وأخذ الناس يدعونهم بالتونسيين، فكرهوا ذلك واستبدلوا
به الإدريسيين. وهي النسبة التي ظلوا يحتفظون بها حتى اليوم. وقد أشار إلى ذلك
محمد بن عبد الرحمان الدلائي في درة التيجان بقوله : وهـم ولاة الحرم الإدريســي
قـد عُـرفـوا بجـدهـم إدريـس وفضلهم في النسب العمراني والشمس لا تخفى عن
العيان وقد ذكر إدريس الفضيلي في الدرر البهية (2: 39) أن نسبة الإدريسيين القيطونيين
إلى جدهم إدريس بن أحمد بن علي بن علي بن محمد بن محمد بن عمران (جد العمرانيين
كلهم). وبذلك فإن للإدريسيين القيطونيين نسبتين : عامة لإدريس الأزهر يشاركهم
فيها سائر الأدارسة ، وخاصة لإدريس بن أحمد المذكور آنفا. وقد بلغ عدد الإدريسيين
القيطونيين في تاريخ تأليف الدرر البهية (أواخر عام 1313هـ / 1896م) سبعة عشر
ومائتي نسمة. ثم تكاثروا خلال القرن الحالي بحيث كان عددهم في الموسم الإدريسي
في ربيع الأول عام 1409هـ / أكتوبر 1988 ، ثمانمائة وإحدى وستين نسمة حسب ما ذكر
محمد حجي نقلا شفويا عن نسابتهم الأستاذ عبد الوهاب ابن إدريس بن الماحي الإدريسي
الذي يتابع بدقة ما قام به قبل أبوه وجده من ضبط عدد الإدريسيينالقيطونيين وإضافة
كل ما جد إلى شجرتهم . (عن معلمة المغرب بتصرف. ). § مصير الشرفاء الأدارسة بعد نفوذ الطاغية
بن أبي العافية : ذكر الفقيه العلامة القاضي في حينه محمد بن علي حشلاف الجزائري في
ملحق له لتأليفه في الأنساب المسمى سلسلة الأصول في سيرة أبناء الرسول الطبعة
الأولى لسنة 1352 هجرية قال صاحب الأقنوم : يحيى الحفيد بعده أبو الحسن، وقام
موسى في سَيْج فامتهن ، وموسى هو ابن أبي العافية المكناسي، ورمز ظهوره على المغرب
1313 هـ وقد نظم محنة الأدارسة صاحب الدر السَّني فقال ما نصه : وفي ابن خدون عـن
المروان يوم خروج الشرفا الأعيان مـن باب الجيزة لما غلبا على
بلادهم وحاز المغربا
وفرغـت فاس من الأشراف فهرب الكل إلى الأطراف لهـم ديار تعرف بالسحاري وفي
جـبال الغرب وابراري
مثل فجيج وكذا المصامدة وغيرهم ما لست أحصي عدده حتى أتى بعض ملوك المغرب وجمع
الناس لمولد النبي مستدعي من الأشراف ممن عرفا فجاء بعض
من كبار الشرفا لمنحه التبجيل والتعظيم والقرب والإجلال
والتكريم بعيد تسـعمائة
بلا خفا كان دخول فـاس جل الـشرف وهناك لغيره في شئنهم من الاضطهاد ما سطر منه الشيء
الكثير من ذلك مذبحة وادي الشرفاء في بني ملال، وذكر أنه قطع به أربعمائة رأس شريف
وهذا سبب تسميته بوادي الشرفاء وهذه المذبحة أدخلت الرعب في صدورهم، وذلك هو ما
حملهم على الفرار من فاس وغيرها طلبا للنجاة بأنفسهم وتفرقوا في نواحى شتي من
جهات المغرب ، وكان منهم من التجأ إلى قلعة حجر النسر من جبال قبيلة سماتة، وكان
منهم من التجأ إلى القبائل البربرية ، وكان منهم من التجأ إلى بلاد المصامدة، قبائل
سوس، ومنهم من التجأ إلى صحراء فيجيج وغيرها من أنحاء المغرب ، وكان ذلك سبب جهلهم
واختفائهم بعد طول المدة عليهم، وأنكروا أحسابهم وأنسابهم طلبا للنجاة بأنفسهم من
عدوهم ، وذلك ما يحملك على العجب من أمرهم وكثرة صبرهم في محنتهم ، وبعد هلاك عدوهم
اتخذ الأمراء منهم قلعة حجر النسر عاصمة لهم ، وكان خاتمة عهدهم بملك المغرب
الخليفة الحسن كنون على يد المروانيين الأندلسيين بتاريخ 375 هجرية ، وبموته تفرق
أبناء عمه الأدارسة في قبائل المغرب ولاذوا بالاختفاء، وأسدل عليهم ستار الإهمال
، إلى أن خلعوا شارة الملك وميزة الشرف ، واستحالت صبغتهم إلى البداوة ، ونشر
علهيم ستار الإهمال من طرف الملوك المتعاقبين على المغرب ابتداء من عبد الله بن
ياسين مؤسس دولة المرابطين في آخر القرن الرابع الهجري إلى آخر القرن التاسع عهد
الملوك السعديين وخلال هذه المدة وذلك نحو خمسة قرون لم يجرأ أحد على إظهار نسب أحد
من الأدارسة لا عالم ولا جاهل ، وجاء صاحب عجائب الأسفار، وأنكر الشرف على أهله
ولم يثبت في كتبه إلا النزر القليل، وقال يصعب علي جدا تمييز الأشراف من بين
البرابرة لطول مكثهم بين أظهرهم مع إخفاء أصلهم وأنسابهم ومصاهرتهم للبرابرة خلال
هذه المدة كلها، وكان الواحد منهم يفر بنفسه إلى مكان مجهول لا يعرفه فيه أحد وينكر
اسمه ونسبه خوفا على نفسه ، ويقول أنا من بلد كذا أو من قبيلة كذا دفع بنا إلى
الهجرة الفقر والحاجة. § أسرة العلميين تشكل فرعا كبيرا من الأسرة الإدريسية الحسنية :
سبق أن ذكرنا عند الحديث عن الولي الصالح أبي بكر بن علي بن بوحرمة بن عيسى بن
سلام العروس بن أحمد مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن
عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ومولاتنا فاطمة
الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أنه هو الجد الجامع لجميع الشرفاء
العلميين. ونسبة العلمي كما علمناه أباً عن جد تعود إلى جبل العلم الواقع في منطقة بني
عروس الذي كانوا يقطنونه منذ قرون خلت ؛ وما زال منهم إلى يومنا من يسكن به من
الشرفاء العلميين الأبناء من سلالة أبي بكر بن عليالدفين ببني عروس ؛ وذلك بعد
هجرة أسلافهم من الأدارسة مُخْرَجين من عاصمة خلافتهم فاس. ويمتاز ضريح أبي بكر جد الأشراف
العلميين بمشهد عظيم في وسط خلوة تعرف بغابة الدك بالقرب من قرية عين الحديد التي
تبعد عن خميس بني عروس بستة كيلومترات. وقمنا بتحديد جغرافي للمواقع الأثرية
والقرى ببني عروس، وعليه يكون موقع ضريح أبي بكر المذكور حسب خطوط الطول والعرض على
هذا النحو : ) خ.ط. ¬
5.694722 ؛ خ.ع. 35.313057 (.أما هذا الولي من أسلافنا فكان يسكن
كما بيناه سابقا ببني عروس وبها جبل العَلَم الذي يبعد عن خميس بني عروس بـ :
10.3 كم. ولقد اتخذنا من خميس بني عروس منطلقا لحساب المسافات بمنطقة بني عروس نظرا
لوجوده في نقطة المركز. وتبعد قرية خميس بني عروس عن قلعة حجر النسر الواقعة
بسماتة، بـ : 16.3كم. وعلى سبيل التذكير فإن سلام العروس بن أحمد مزوار أحد أسلاف أبي
بكر بن علي كان قد أوفده أبوه الناسك أحمد مزوار بن علي حيدرة من قلعة حجر
النسر مع بعض القبائل من بني عروس المجاورة لمنطقة قبيلة سماتة ليعيش بينهم تبركا بآل
البيت، فتكنت المنطقة ببني عروس نسبة للقبه "العريس" وكان حديث عهد بالزواج
عند رحيله من القلعة المذكورة. § سبب نزوح بعض الأدارسة إلى قلعة حجر النسر ومنها
إلى جبل العلم: ولنرجع إلى جبل العلم، وعلى سبيل التذكير كذلك فإن والد سلام العروس،
وهو الناسك الولي الصالح أحمد مزوار بن علي حيدرة كان ابن الخليفة الرابع من
خلفاء الدولة الإدريسية ومات والده وهو صبي، وعاش بفاس إلى أن استولى عليها الطاغية
موسى بن أبي العافية عليه لعنة السماوات والأرض لِما نكل بآل البيت. فكان أن أطيح بحكم
أبناء عمومة سلفنا أحمد مزوار بن علي حيدرة بفاس وهم آنذاك من الخلفاء الأدارسة،
ووقع ذلك على يد ذاك السفاح. ثم كانت فاجعة آل البيت بواد الشرفاء على يديه الآثمة
وهي مجزرة كربلائية لا يذكرها المؤرخون إلا في بضعة سطور : ليقولوا ما مفاده أن
موسى بن أبي العافية السفاح ذبح ما يزيد عن 400 من الأشراف الأدارسة بنسائهم وشيوخهم
وأطفالهم في يوم مشؤوم لم يشهد مثله التاريخ، ولا طلعت على مثله الشمس، وذلك بعد
خروجهم من فاس هاربين من بطشه فلحقت بهم جنوده بواد بالقرب من مدينة بني ملال، فحدثت به
المجزرة الرهيبة إلى أن تلون الواد باللون الأحمر القاني وفاض من دماء الشرفاء
الأطهار الأبرياء، فأطلق عليه من وقتها اسم واد الشرفاء. فكانت تلكم الفاجعة سببا في
مزيد من هروب الشرفاء من فاس طالبين النجاة من البطش المحتوم والتنكيل على يد أحد
كبار سفاحي التاريخ. مما دفع بسلفنا الولي أحمد مزوار للاعتصام مع أهله بقلعة حجر
النسر المعقل الأخير للأدارسة وكانت القلعة في يد أعمامه الذين كانوا شيدوها سابقا.
وبها خَلَّف ومات ودفن رحمه الله. وقد عمَّر على ما يبدو طويلا. وما زال ضريحه إلى
يومنا مزارة وقبلة لمحبي آل البيت. وإذا كان ضريح آخر الأدارسة من سلالتنا أحمد مزوار
بن علي حيدرة )بن محمد بن إدريس الثاني( يوجد بقلعة حجر النسر بسماتة، فأضرحة
أجداده الخلفاء كلها موجودة بفاس بمسجد الشرفاء باستثناء ضريح الجد المؤسس لدولة
الأدارسة مولاي إدريس الأول بن عبد الله الكامل الذي يقع بقرية زرهون الموجودة بقرب
مدينة وليلي الرومانية الأثرية التي لم يعد لها ما يُذَكر بها إلا أطلالها
التاريخية. وتبعد زرهون عن مدينة فاس بـحوالي: 36.0 كم. وتقع على ملتقى خطي الطول والعرض كما
يلي : خ.ط. -5.350000 خ.ع. 34.166668 . § جبل العلم : يقع جبل العلم الذي كني آل
العلمي نسبة له : بالعلميين، أقول يقع على بعد نقطة المركز ببني عروس أي قرية خميس
بني عروس، بـ : 10.3كم. ويحدد جغرافيا بخطي الطول والعرض على هذا النحو : خ.ط. ¬
5.516667 ؛ خ.ع. 35.316666 . وبقنة جبل العلم يوجد مرقد جدنا القطب الرباني عبد
السلام بن مشيش )الذي قتل نحو 622 هـ/ 1225( بن أبي بكر شيخ الصوفية والذي أخذ عنه
كما هو معروف الإمام الشاذلي رحمة الله عليهم جميعا. وهو إذاً كما تلاحظ عزيزي
القارئ حفيد أبي بكر بن علي الجد الجامع للشرفاء العلميين. وضريحه مشهور لمن رغب في
زيارته ولا ينقطع سيل زواره من سائر أقطار المعمور على مدار السنة. وجدير
بالذكر هنا أننا نجد بجبل العلم المقابر والأضرحة التي تضم رفات جل أسلافنا العلميين
وقد حددت موقع أربعة عشر ضريحا من أضرحتهم المعروفة إلى الآن، وإنها وإن دلت
على شيء، فإنما تدل على تلكم السلسلة المباركة من أولياء الله الشرفاء من العثرة
النبوية الطاهرة المطهرة من أسلافنا رحمهم الله، الصلحاء، المصلحون الذين اجتباهم
الله وصرفهم عن الدنيا وحطامها، وعَمر قلبهم بذكره تعالى والعزوف عن الدنيا، وحب
الآخرة. فاعتصموا بتلكم الأرض الطاهرة على أعلى قمة من جبل العَلم يدرسون العلم ويدرسونه
ويحفظون كتاب الله الذي يُتلى بدون فتور ليل نهار بأماكن العبادة. فتسمع تلاوته
كأنه أزيز نحل يحوم حول شهده... وكانوا رحمهم الله إذا نودي أن حيا على الجهاد،
تسابقوا إليه، فكانوا السباقين لتلبية النداء، بل كانوا على طليعة الفرسان في ساحات
المعارك. فخاضوا حروبا ضد الغزاة الإفرنج، من البرتغاليين والإسبان والفرنسيين.
وكان منهم من قاد معركة وادي المخازن... التي قتل فيها الملك سباستيان. المعروفة
بمعركة الملوك الثلاثة. وعلى سبيل المثال فإن شريف مدينة شفشاون سيدي بوجمعة العلمي قاد
الحرب ضد البرتغاليين واستشهد وهو حامل بندقيته سنة 1471م (انظر : صورة
للشريف والسبحة في يده اليمنى - عن الوثائق ابنعزوز حكيم، المجلد 3 ، ص. 179 من Le mémorial du Maroc ) ؛ وقاد معركة وادي المخازن المؤرخة
بتاريخ 4 غشت 1578 الشريف العلمي بن ريسون وكان النصر كما هو معلوم حليف جيش
المسلمين. وهَب منهم من هاجر للمشرق في نصرة صلاح الدين الأيوبي لتحرير بيت المقدس...الخ.
وأذكر هذا باختصار شديد لأقول أنهم سطروا التاريخ بجهادهم ودمائهم دفاعاً
عن الدين وذوداً عن رسالة جدهم المصطفى الكريم، الرحمة المهداة للعالمين. وما
ضعفوا وما استكانوا عن حمل الأمانة التي أناطهم بها مربيهم وقدوتهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى يومنا هذا. § أماكن أضرحة بعض أسلافنا الشرفاء العلميين ببني
عروس وسماتة ملخصة في الجدول التالي : بعده عن خميس بني عروس (كم) موقعه الجغرافي
مكان قبره الاسم خط العرض خط الطول 16,3 35,416668 5,750000- قلعة حجر النسر
الأدارسة 234هـ- 350هـ أحمد مزوار 1.4 35,299999 5,616667- خارج قرية مجمولة (البيمل)
الأدارسة 280 سلام العروس 7.2 35,366665 5,600000- قرية بوعمار الأدارسة 330 عيسى
12.7 35.333332 -5.766667 قرية مجازليين الأدارسة 380 بوحرمة 0.8 35,299999 5,633333- أرض أوجة
على جرف الوادي المرابطين 430 علي 6.0 35,313057 5,694722- قرية عين
الحديد (غابة الدك) المرابطين 480 أبو بكر 7.4 35.299999 -5.550000 قرية
اغيل الموحدين 530 مشيش 10,3 35,316666 5,516667- جبل العلم الموحدين 580 عبد السلام 10,3
35,316666 5,516667- جبل العلم المرينيين 630 محمد 8.5 35.361389 -5.56305 قرية
تزية المرينيين 680 عبد الكريم 8.5 35.361389 -5.56305 قرية تزية 730 عبد الوهاب الأكبر
السعديين 780 يوسف 830 إبراهيم 880 محمد 7.6 35,368057 5,592222- قرية
أفرنو السفلى 930 عبد الوهاب الأصغر 7.6 35,368057 5,592222- قرية أفرنو
السفلى 980 عيسى 10,3 35,316666 5,516667- جبل العلم (توفي 1019 هـ) عمر التواريخ بالأحمر تقريبية
لتقدير عهد كل واحد من الأجداد. § مرجع تاريخي فريد في نسب الشرفاء العلميين
: ولم يبق من نسب الأدارسة محصنا إلا نسب أهل قلعة حجر النسر وهو المعروف اليوم
بنسب العلميين وذلك بسبب مشاهير الأولياء الكبار من أجدادهم وعلى رأسهم المولى الكبير
سيدي أحمد مزوار سيد قلعة حجر النسر ودفينها. ويقول النسابة الطاهر اللهيوي :
مستندي لهذا الكتاب القيم الخطير الشأن أنني تابع فيه لديوان العلامة النقيب الأمين
سيدي محمد بن الصادق الريسوني الذي جاء بعد التصفية الإسماعيلية والتي لا يزال
كناشها بالخزانة الملكية بالرباط. والمعني هو »فتح العلي الخبير في تهذيب النسب
العلمي بأمر من الأمير» مخطوط بين أيدينا وليس بمطبوع ، وكان معاصرا للسلطان سيدي
محمد ابن عبد الله ، وهو الذي أمره بتحرير النسب العلمي من الدخلاء وقد فعل. ويتابع
النسابة الطاهر اللهيوي في كتابه الحصن المتين أنه اعتمد على المخطوطة المذكورة بكل
أمانة : ».... واتبعته حرفا بحرف وأقسم بالله أني ما جاملت أحدا لا كبير الشأن ولا
صغيره في ولوج هذا النسب بل طردت عنه الملتصقين به وتحملت الدعاوي الجنحية
وكنت أتمثل بين يدي قضاة المحاكم كمجرم اعتديت على حقوق غيري...الخ ». وأضيف على
هذا الكلام أنني راجعت ما نقله النسابة اللهيوي في كتابه عن المخطوطة المذكورة
فوجدته مطابقا لما لدى أسرتنا من الوثائق الشرعية التي توارثتها أبأ عن جد ومنها رسم
صداق جد جد والدي : العلامة الشهير عبد السلام بن محمد العلمي الطبيب والفلكي
العالم المشارك المتوفى بفاس سنة 1905م. § نص الوثيقة التي تحدد الحرم العلمي :
الحمد لله وحده حيث هو معلوم لدى الخاص والعام أن حدود مساحة جبل العلم قديما، وكانت
تحيط بقبيلة بنى عروس المحترمة التي بها مدفن قطب الأقطاب سيدنا ومولانا عبد
السلام بن مشيش وكثير من أولياء الله المحترمين نفعنا الله ببركاتهم آمين حسبما هي
مثبوتة في دفتر الشرفاء العلميين ببني عروس وقد أدخلت عليها الحماية الأسبانية
تغييرا بالنقص من حدودها، وهي كما يلي ووافقت على الحدود الأخيرة شركة المياه والغابات
المغربية بعد الاستقلال ، والحدود المذكورة منجوانبها الأربع تبتدىء من سيدي إمام
بجبل أبي هاشم إلى خناق الرند واستمر الشفق الشفق إلى سيدي أحمد المجاهد البقالي
وسار كذلك الشفق الشفق إلى ظهر الصحفة إلى وادي ثلاثاء بنى يدر تحت مدشر الهراول
واستمر غربا إلى الدكانة بالقرب من سيدي على بوخبزة بمدشر اغبالوا ثم منه إلى
مقطع الحديد بفج الريح من قبيلة بنى يدر ثم وقف ورجع شرقا إلى حجر بَدُّو بالقرب من
سيدي الفضل من باب الرقايع وسار في اتجاه شرقي إلى باب حافة عيسى، ثم تحول في اتجاه
غربي إلى قمة الجبل بأعلى قرية دار الحيط ، واستمر منه في اتجاه شرقي إلى وطا
مدشر امسملل ، ومنه سار في اتجاهه إلى موضع يعرف بالبنى المدعو بعقبة اغيل ، وهناك
وضعت رجمة الحد، ثم منه الشفق إلى موضع يعرف بالعَمايَر وهي كهوف تأوي إليها
الوحوش وتدعى اليوم السحان بُوقمقومة ، ثم نزل منه إلى وادي السطح ثم طلع في اتجاه واحد
إلى حجر الصيد المعروف بصمعة اقروش وهناك وضعت رجمة الحد، ثم طلع في اتجاه واحد إلى
قمة جبل أبي هاشم ثم ذهب في اتجاهه إلى سيدي إمام المذكور في ابتداء الحدود أولا،
وأنشئت هذه الحدود بمحضر لجنة انتدبت لذلك ، مكونة من عدلين وجم غفير من أعيان
الشرفاء العلميين من بنى عروس، وفضيلة قاضي القبيلة ، وسعادة قائدها السيد عبد
السلام الوهابي ، والمراقب الأسباني لدائرة بنى عروس وسماتة ، ووكيل شركة المياه
والغابات الذي رفض الحدود التي أقيمت في عهد المولى إسماعيل رحمه الله، ثم اتفق
الجميع على هذه الحدود المذكورة المقترحة من طرف من ذكر لمساحة الحرم ، وتقدر هذه
المساحة بنحو 8 آلاف هكتار، احتصرت من نحو 50 أف التي كانت تحيط بقبيلتي بنى عروس
وسماتة. والضريح الموقر للقطب مولانا عبد السلام بجبل العلم المذكور، المحتوي على
كثير من أشجار الغابة المتنوعة ويغلب فيها شجر الدلم وتشت وكل ذلك من نبات الطبيعة
، ويوجد أغلب الأشجار بهذه الأماكن التي ستذكر وهى من ركبة كرشيش إلى باب امسملل ثم
سار إلى وطاء بنى الشريف ثم سار إلى سحان الوطا المذكور، ثم سار منه إلى بياطة
السيوخ ثم سار إلى رحي المدادنة ثم منه إلى باب الخاق فوق مدشر ادياز ثم منه إلى
البلاّعة ثم إلى عين السبت ثم منه إلى حجر بوبرنوص ثم إلى خندق ابَّران ثم منه
إلى دار مولاي اليزيد بالحصن ثم سار إلى الولي الصالح سيدي يونس ثم منه إلى صاف
الرخام ثم سار إلى أراضي المنصلح ثم سار إلى عين عمر ثم صعد إلى ركبة كرشيش على الشفق
التي بدئ بها أولا تحت إخضاع وموافقة تامة شهد عليهم وهم بأتمه وعرفهم وفي 28 من
رمضان المعظم عام 1365 هجرية موافق 26 غشت سنة 1946ميلادية علامة العدل الأول ، وعلامة
العدل الثاني نص الأداء : الحمد لله أديا فقبلا واعلم به في يومه قاضي بني عروس
عبد السلام اغبالو الخاتم وبداخله قاضي بنى عروس. § زيارة فريدة من نوعها لمولاي
عبد السلام : ولعلها المناسبة لأحكي قصة لزيارة فريدة من نوعها قام بها أحد
مشاهير العلماء الربانيين في عصرنا هذا لضريح مولاي عبد السلام كما يطلق عليه في
المغرب. وأروي القصة كما حدثني بها الدكتور أحمد رمزي الطبيب الجراح، فيحكي لي في جمع
من الأصدقاء : أنه لما كان وزيرا للأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب، زار
بلادنا على عهد ملكنا الحسن الثاني رحمه الله، العلامة والولي الصالح المتولي
الشعراوي رحمه الله. وكان ممن تصله دعوة خاصة من القصر الملكي لإلقاء الدروس الحسنية
بالحضرة الشريفة بين أيدي أمير المؤمنين في شهر رمضان من كل سنة. وكان أن أبدى
للسلطان رحمهما الله رغبته في زيارة ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش. فما كان من السلطان
إلا أن أمر وزير الأوقاف الدكتور أحمد رمزي أن يصطحبه على الفور على متن طائرة
عسكرية خاصة من نوع هيليكوبتير تلبية لرغبته. فحلقت الطائرة لتنزل على رأس جبل العلم
بالقرب من الضريح المنشود ! وإن لله رجالا لو أقسموا على الله لأبرهم. فرحم الله
الشيخ المتولي الشعراوي المحب للعثرة النبوية وأسكنه فسيح جنانه بجوار رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا حرمنا الله وإياكم منصحبته في جنة الخلد آمين. § موسم
مولاي عبد السلام بن مشيش بجبل العلم : ومما ينبغي أن يذكر هنا بأن موسماً دينياً يقام
عند ضريح مولانا عبد السلام بن مشيش في الرابع عشر من شهر صفر من كل عام هجري يؤمه
الناس من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم. § نقيب الأشراف العلميين بالمغرب حاليا هو :
الشريف السيد عبد الهادي بركة القاطن بمدينة طنجة، § أين يوجد حالياً العلميون ؟
: يوجد أبناء آل العلمي في الأماكن الجغرافية التالية : 1 1. بالمغرب : يوجد في
المغرب حالياً معظم أبناء عائلة العلمي وهم مستقرون في معظم المدن المغربية مثل
الرباط ، والدار البيضاء ، وفاس والقنيطرة، علاوة على كثافة وجودهم بالمناطق
الشمالية من المغرب بجبل العلم وتطوان وطنجة ومدينة شفشاون التي أسسها العلميون
على يد مولاي علي بن راشد (مؤسس المدينة) .. الخ. وكذلك بالمناطق الصحراوية مع
"الركيبيين" الذين هم أصلا علميون. 2. بالمشرق : إن من آل العلمي من هاجر من المغرب
إلى فلسطين لتحريرها بقيادة صلاح الدين الأيوبي. واستقروا بدايةً في القدس ومنهم
جماعة سكنت في غزة وجماعة سكنت في اللد وكلهم أبناء عمومة. أ- في فلسطين : حالياً في
القدس وغزة وفي اللد قبل الاحتلال. ب- في الأردن : في مختلف أنحاء الأردن وبشكل خاص في
عمان والزرقاء واربد. ت- في سوريا: دمشق، حمص وحلب. ث- في مصر. ج- في المملكة
العربية السعودية بأرض الحجاز : المنوفيون أهل مكة والمدينة. وهم من السيد أحمد الأصغر
بن عمر بن أحمد الأكبر بن عيسى بن عبد الوهاب الأصغر )الجد الجامع لبني عبد الوهاب
وباقي النسب معلوم(. وأما السيد أحمد الأصغر فإنه غادر قبيلة بني عروس بقصد أداء
فريضة الحج مع ابن عمه الفقيه العالم سيدي محمد بن عمر بن عيسى بن عبد الوهاب، خلال
القرن الحادي عشر الهجري، وهذا الأخير حج ورجع إلى وطنه، وأما الأول فإنه اختار
القطر المصري واستوطن منه قرية منوفة، وتزوج وترك ولدا بها ومات، فأخذته أمه إلى وطنه
الأصلي مكة المكرمة وربته بها، وتزوج وترك أربعة أولاد كانوا يعرفون بأهل البيت
المنوفي. ) عن الحصن المتين ج2 ، ص 63 و64(. ح- في لبنان : طرابلس. خ- في مختلف
دول الخليج العربي. ج- وفي ليبيا حيث توجد اسر تنتمي إلى العلميين الأشراف في ليبيا
وتحديدا في مدينة البيضاء الرابضة على سفوح الجبل الأخضر وهى أسرة طيبة تتمتع
بالاحترام والتقدير فى المنطقة. 3. في بلاد المهجر: الولايات المتحدة الأميركية،
بريطانيا، ألمانيا وغيرها. المراجع : ع. ابن خلدون ، العبر ؛ م . ابن زرع ،
القرطاس ؛ ع . الجزنائي، جنى زهرة الآس ؛ م . العربيالفاسي، مرآة المحاسن ؛ ع.
الفاسي، الأقنوم ، مخطوط ؛ م . بن عبد الرحمان الدلائي، درة التيجان ، مخطوط ؛ أ . الناصري،
الاستقصا ؛ إ . الفضيلي، الدرر البهية ؛ إسماعيل العربي، دولة الأدارسة ؛ ابن
علي الإدريسي، الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية ، بيروت ، 1986 ؛ المريني
العياشي، الفهرس في عمود نسب الأدارسة ، طنجة 1986 ؛ الماحي الإدريسي ؛ شجرة الأدارسة القيطونيين ؛ ظهائر وتقاييد
تتعلق بالأدارسة
. ط. اللهيوي، كتاب الحصن المتين للشرفاء أولاد مولاي عبد السلام مع أبناء
عمهم العلميين.
نسبُ النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم:
هوُ َمحُمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارَ بْنِ مَعَدَّ بْنِ عَدْنَانَ. إلى هنا هو النسب الصحيح الذي لا اختلاف فيه بين العلماء بالأنساب. وإلى عدنان كان يعدُّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
وروى ابن الكلبيِّ .. عن ابن صالح .. عن ابن عباس .. قال: كان النبيُّ عليه الصلاة آله والسلام .. إذا انتهى في النسب إلى عدنان أمسك .. ثم يقول: كذب النسابون .. وقالت عائشة رضي الله عنها: "ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا ما وراء قحطان إلا تخرُّصًا".. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنما ننتسب إلى عدنان .. وما بعد ذلك لا أدري ما هو".. وقال ابن جريح عن القاسم بن أبي بزَّة عن عكرمة: أضلَّت نزار نسبتها من عدنان ..
وقال محمد بن أحمد بن حميد القرشي العدوي: لا أعلم أحد من الشعراء بلغ في شعره عدنان إلا لبيد بن ربيعة، وعباس بن مرداس السلمَّي. قال لبيد:
فإنْ لم تجدْ من دونِ عدنانَ والدًا ودون
مَعَدٍّ فلتَرُعْكَ القبائلُ .. وقال عباس بن مرداس: وعَكُّ بنُ عدنانَ الذين تَلعَّبوا بغسَّانَ حتَّى "طُرِّدُوا" كلَّ مَطْرَدِ
وقال أبو الأسود يتيم عروة: "سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وكان أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم، يقول: ما وجدنا أحدا يعلم ما وراء معدِّ بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم". وروى ابن لهيعة، عن أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يقول: "ما وجدنا أحدًا يعرف ما وراء معدِّ بن عدنان".
قال أبو العباس محمد بن إبراهيم السرَّاج: حدثنا عبيد الله بن سعد الزُّبيريُّ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: سمعت الشافعيَّ يقول: اسم عبد المطلب شيبة بن هاشم، وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف، وعبد مناف اسمه المغيرة بن قصيٍّ، وقصيٌّ اسمه زيد بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي. وقال الشافعيُّ: أبو طالب اسمه عبد مناف بن عبد المطلب .. وإليك تفصيل هذا النسب المبارك:
عبد مناف بن قصي : ويكنى أبا عبد شمس .. فولد عبد مناف هاشمًا .. والمطلب، ونوفل .. وعبد شمس .. وأمُّهم ــ ما عدا نوفلًا ــ عاتكة بنت مرَّة ابن هلال بن فالح بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة. وأمُّ نوفل وافدة بنت عمرو المازنيَّة، من مازن بن منصور بن عكرمة؛ فأما هاشم فلم يعقب من ولده غير عبد المطلب. وليس في الأرض هاشميٌّ إلا من ولد عبد المطلب، ويأتي ذكره بعد هذا. وقال شاعر من قريش، أو من بعض العرب يمدح هاشمًا:
عَمرُو الذي هَشَم الثَّريدَ لقومهِ قومٍ بمكةَ مُسْنِتينَ عِجافِ سُنَّتْ إليهِ الرِّحلتانِ كلاهُما سَفَرُ الشتاءِ ورِحلةُ الأصيافِ
وهلك هاشم بغزَّة من أرض الشام تاجرًا. والمقدَّم من قريش "بنو هاشم" وهي فصيلة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وعشيرته الأقربون، وآله الذين تحرم عليهم الصدقة. قال أهل العلم في تأويل قول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لا تحلُّ الصدقة لمحمد ولا لآل محمد" قالوا: هم بنو هاشم؛ آل العباس، وآل أبي طالب، وبنو أبي لهب، وبنو الحارث بن عبد المطلب، وآل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر.
وقيل: بنو عبد المطَّلب فصيلته، وبنو هاشم فخذه، وعبد مناف بطنه، وقريش عمارته، وبنو كنانة قبيلته، ومضر شعبه. وروى الأوزاعيُّ، عن أبي عمَّار، عن واثلة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" ـ. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أهل بيتي مثل سفينة نوح .. من ركب فيها نجا.. ومن تخلَّف هلك"..
وعن سفيان الثوريِّ .. رفعه إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال " :إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه .. وجعلهم أفراقًا .. فجعلني من خير فرقة .. وجعلهم قبائل .. فجعلني في خير قبيلة .. وجعلهم بيوتًا .. فجعلني في خير بيت .. فأنا خيركم بيتًا وخيركم نسبًا " وقال صَلَّى الله عليه وآله وسلم .. كلُّ سبب نسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي".
وأما المطَّلب بن عبد مناف فكان يقال له: "الفيض"؛ لسماحه. وفيه قيل: "والفيض مطَّلب أبي الأضياف". وهلك المطلب بـ "ردمان" من اليمن فقال رجل من العرب يبكيه:
قَد ظَمئ الحجيجُ بعدَ المطَّلبْ بعدَ الجِفانِ والشرابِ المُنْثِعِبْ
ليتَ قُريشًا بعدَهُ على نُصُبْ
ومن ولده: عبيدة، والطفيل، والحصين. بنو الحارث بن المطَّلب شهدوا بدرًا، وهم من المهاجرين الأولين، واستشهد عبيدة يوم بدر، قطع رجله عتبة بن ربيعة، فمات بالصَّفراء .. ومن ولده مسطح بن أثاثة .. واسمه عوف بن أثاثة بن عبَّاد بن المطلب.. ومسطح مهاجري بدري .. وهو من أصحاب الإفك. .. وأمه: بنت خالة أبي بكر الصديق .. وأبوها أبو رهم بن المطَّلب .. وأمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعيد بن تيم، أخت أمِّ الخير أمِّ أبي بكر رضي الله عنه .. ومنهم ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب .. وكان من أشدَّاء قريش .. وخبره حين صرعه النبي صَلَّى الله عليه وسلم بمكة في بعض شعابها مشهور .. وذلك قبل الهجرة، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وكان إسلامه قبل فتح خيبر .. وقسم له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من أموال الكتيبة من خيبر خمسين وسقًا .. وروى عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام. . وكان لركانة ابنان: يزيد وطلحة .. فأما يزيد فكانت له صحبة ورواية .. وروى عنه أبو جعفر محمد بن علي .. وأما طلحة فولد زيد بن طلحة .. وأخو ركانة عُجَير بن عبد يزيد .. كان مِمَّن بعثه عمر فيمن أقام أعلام الحرم .. وكان من مشايخ قريش وجلَّتهم .. وقسم له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من الكتيبة من خيبر ثلاثين وسقًا .. وابن أخيه السائب بن عبيد بن عبد يزيد أسر يوم بدر فافتدى .. ثم أسلم فقيل له: "هلَّا أسلمت قبل أن تفتدي؟ فقال: ما كنت لأحرم المؤمنين طمعا لهم فيَّ".
وابنه شافع بن السائب: وإليه ينتسب الشافعي الإمام .. فيقال فيه: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ..
وجدُّ السائب عبد يزيد بن هاشم بن المطلب: وهو أبو ركانة .. كان يقال له: "المحض لا قذى فيه" .. لأنه ولد هاشمًا .. وهاشم بن المطلب أبوه .. وهاشم بن عبد مناف أبو أمِّه .. واسمها "الشفاء". فالشافعي صريح المجد لأب وأم .. وولد سنة خمسين ومائة.
ومن بني المطلب بن عبد مناف أيضًا قيس بن مخرمة بن المطلب: أبو محمد، ويقال: أبو السائب .. ولد هو ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عام الفيل .. وروي عنه أنه قال: كنت أنا ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لدة .. وكان أحد المؤلَّفة قلوبهم .. وممَّن حسن إسلامه منهم .. ولم يبلِّغه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مائة من الإبل من غنائم حنين.
وكانت لقيس بن مخرمة بن المطلب بنت تسمى: زينب .. قد صلَّت القبلتين جميعًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم .. وهي مولاة السُّدِّي المفسِّر .. أعتقت أباه .. وأما نوفل بن عبد مناف فمن ولده: مطعم بن عديِّ بن نوفل .. وهو الذي أجار النبي عليه الصلاة والسلام حين رجع من الطائف من دعاء ثقيف بعد موت أبي طالب .. وابنه جُبيرُ بنُ مُطعِم: من مسلمة الفتح وحسن إسلامه .. عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .. هو جدّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم .. وكان لعبد المطَّلب من الولد لصُلبه عشرة من الذكور .. ومن الإناث ست بنات .. الذكور: عبد الله بن عبد المطلب أبو النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم .. والزبير .. وأبو طالب .. واسمه عبد مناف .. وحمزة .. والعباس، وضرار .. والمُقوَّم .. وأبو لهب .. واسمه عبد العزى .. والغيداق .. واسمه حَجْل .. وسُمَّي غيداقًا .. لكثرة سماحه وخيره .. والحارث وهو أكبر ولد عبد المطلب .. وبه كان يُكنى .. والإناث: عاتكة بنت عبد المطلب، وأُميمة، والبيضاء .. وهي أُمُّ حكيم .. وبَرَّة .. وصفيَّة .. وأروى .. وأمُّ عبد المطلب: سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن عديِّ بن النجّار .. واسم النجّار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج أخي الأوس .. والأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مُزَيقِيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن ثَبِت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن يَشجُب بن قحطان ..
وأمُّ الأوس والخزرج: عُذرية .. واسمها: قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سُود بن أسلُم بن الحاف بن قُضاعة. ولذلك قيل للأوس والخزرج: بنو قَليَة. قال النعمان بن بشر الأنصاريُّ يمدح الأوس والخزرج:
بَهاليلُ من أبناءِ قَيلةَ لم يجدْ عليهم خليطٌفي مُخالطةٍ عَتْبا مساميحُ أبطالٌ يُراحون للنَّدى يَرَون عليهمْ فعلَ آبائهمْ نَحْبا وأمُّ سلمى .. أُمِّ عبد المطلب: عُميرة بنت صخر بن الحرث بن ثعلبة بن مازن بن النجار.. وكان لعبد المطلب من الأخوة لأبيه: أسد بن هاشم .. وهو أبو فاطمة أمُّ عليَّ رضي الله عنه .. وأبو صيفي بن هاشم .. وفَضلة بن هاشم. ومن الأخوات لأبيه: الشِّفاء، وخالدة، وضعيفة .. وحيَّة ..
فأما الشفاء منهنَّ فتزوَّجها عبد المطلب بن عبد مناف فولدت له عبد يزيد الذي كان يُقال له: المَحْضُ لا قذى فيه. وهو أبو رُكانة الشديد .. وقد تقدَّم ذكر ركانة وأبيه.
وتزوج هاشم سلمى بنت عمرو ببلدها يثرب .. فولدت له عبد المطلب ورقيَّة .. وكانت قبل هاشم عند أُحَيْحَة بن الجُلاح .. فولدت له عمرو بن أحيحة .. فهو أخو عبد المطلب لأمِّه .. وهلك هاشم بالشام .. وعبد المطلب صبي صغير عند أمه بالمدينة .. فلما شبَّ جاء المطلب لأمه .. وأراد أخذَهُ منها ليحمله إلى مكة .. فمنعته من حمله .. فلم يزل بها المطلب حتى دفعته إليه فذهب به .. وأردفه خلفه .. وحمله إلى مكة .. فلما دخل مكة قالت قريش: هذا عبد المطلب .. فقال المطلب: وَيْحَكُم .. إنه ابن هاشم أخي .. قدِمتُ به من يثرب. فلزمه هذا الاسم، واسمه شَيبَةُ .. أمهات بني عبد المطلب وبناته:
ـــ أمُّ عبد الله والد النبي عليه الصلاة والسلام .. وأبي طالب .. وجميع النساء غير صفية هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم بن يَقَظَة بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
ـــ وأمُّ حمزة والمُقوَّم والحَجْل وصفية: هالة بنت أُهَيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي ..
ـــ وأُمَُ العباس وضرار: نُتَيلة بنت جَناب بن كُليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن النَّمِر بن قاسط بن هِنْب بن أفضى بن دُعميِّ بن جديلة بن أسيد بن ربيعة بن نزار.. هكذا نسبها ابن إسحاق .. ونسبها أبو عبيدة كما يأتي بعد..
ـــ وأمُّ الحارث بن عبد المطلب: سمراء بنت جُندب بن جُحير بن رئاب بن سُواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة ..
ـــ وأُمُّ أبي لهب: ُلبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حُبيشة بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ..
ذكر عمومة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
أما أعمام النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقد أسلم من أعمامه اثنان:
ـــ حمزة بن عبد المطلب: وكانت له كُنيتان: أبو يعلى .. وأبو عُمارة .. وأم عُمارة امرأة من بني النجار من الأنصار .. ولم يُعقب .. وكان له من البنات: أمُّ أبيها واسمها أُمامة .. وأُمُّ الفضل؛ فأمَّا أُمُّ أبيها فأُمُّها زينب بنت عُميس الخثعمية .. وكانت تحت عمر بن أبي سلمة المخزوميِّ ربيب النبي عليه الصلاة والسلام ..
ـــ والعباس بن عبد المطلب: وولد العباسُ: الفضلَ الرَّدْفَ .. وبه كان يُكنى .. وعبد الله الحَبْر .. وعُبيد الله الجواد .. وقُثَم الشهيد بسمرقند .. وعبد الرحمن .. ومعبدا .. وأُمُّهُم أمُّ الفضل لُبابة الكبرى الهلالية من بني عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة .. كُنيت بالفضل ابنها .. وهي لُبابة بنت الحارث بن حَزْن أخت ميمونة زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم لأبيها وأمِّها، ويقال: أنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة؛ فكان النبي عليه الصلاة والسلام يزورها .. ويقيل عنها .. وروت عنه أحاديث كثيرة .. وكانت من المُنجِبات .. ولدت للعباس ستة رجالًا لم تلد امرأة مثلهم ..
وفي أم الفضل هذه يقول عبد الله بن يزيد الهلالي:
ما ولدتْ نجيبةٌ من فحلِ بجَبلٍ نعلمُهُ وسهلِ كَستَّةٍ من بطن أمِّ الفضلِ أكرِمْ بها من كهلةٍ وكهلِ عمِّ النبيِّ المصطفى ذي الفضلِ وخاتمِ الرُّسْلِ وخَيرِ الرسْلِ ..
ـــ ثم عمه الثالث: ضرار بن عبد المطلب: مات ضرار قبل الإسلام .. ولا عقب له .. وكان يقول الشعر ..
ـــ المقوَّم بن عبد المطلب: ولم يدرك الإسلام، ولا عقب له ..
ـــ أبو لهب: عبد العزَّى بن عبد المطلب .. ويكنى أبا عتبة: وولد له: عتبة وعتيبة ومعتِّب .. وبناتٍ؛ أمُّهم أمُّ جميل بنت حرب بن أمية .. حمالة الحطب .. وهي أخت أبي سفيان بن حرب عمة معاوية.
ـــ الغيداق بن عبد المطلب: وهو حجل .. ولا عقب له ..
ـــ الحارث بن عبد المطلب: هو أكبر ولد عبد المطلب .. وشهد معه حفر زمزم، وبه كان يكنى. وولد له أبو سفيان بن الحارث، ونوفل بن الحارث .. وربيعة بن الحارث .. وعبد شمس بن الحارث .. وأروى بنت الحارث .. عمَّاتُهُ صَلَّى الله عليه وسلم: أما عمات النبي صَلَّى الله عليه وسلم فبيان أمرهن كما يلي:--
ـــ أما عاتكة بنت عبد المطلب: فكانت عند أبي أميَّة بن المغيرة المخزوميّ .. فولدت له عبد الله بن أبي أميَّة .. وزهيرًا .. والمهاجَر .. وهم إخوة أمّ سلمة لأبيها ..
ـــ وأما أميمة بنت عبد المطلب: فكانت عند جحش بن رئاب الأسديِّ .. وهي أمُّ زينب بنت جحش وأمُّ إخوتها: عبد الله، وأبي أحمد الأعمى .. وعبيد الله المتنصِّر بأرض الحبشة.
ـــ وأما البيضاء بنت عبد المطلب: فكانت عند كُريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس .. فولدت له أروى .. وهي أمُّ عثمان بن عفان، وأمُّ الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط .. وكانت البيضاء تُكنّى أمَّ حكيم، وكان يقال لها: قبة الديباج .. لجمالها.
ـــ وأما برَّة بنت عبد المطلب: فكانت عند عبد الأسد بن هلال المخزوميَّ .. فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد الذي كانت أمُّ سلمة عنده قبل أن تكون عند النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم .. ثم خلف على برَّة أبو رُهم بن عبد العُزّى من بني عامر بن لؤي .. فولدت له أبا سَبرة بن أبي رُهم ..
ـــ أما صفية بنت عبد المطلب: فكانت عند الحارث بن حرب بن أميَّة .. ثم خلف عليها العوَّام بن خويلد .. وهي أمُّ الزُّبير .. وأسلمت صفيّة .. وتوفيت في خلافة عمر سنة عشرين .. ولها ثلاث وسبعون سنة .. ودُفنت بالبقيع..
ـــ أما أروى بنت عبد المطلب: فهي أمُّ طُليب بن عمير بن وهب بن أبي كبير بن عبد بن قصيٍّ. كانت تحت عُمير بن وهب .. فولدت له طُليبا .. واختُلف في أروى .. فذكر بعضهم أنها أسلمت .. وكذلك ذُكر عن عاتكة أنها أسلمت .. وقيل: لم تُسلم .. وعاتكة هي صاحبة الرؤيا في شأن بدر.. قالت: رأيت راكبًا أخذ صخرة من أبي قُبيس.. فرمى بها الرُّكن، فتفلَّقت الصخرة .. فما بقيت دار من قريش إلا دخلتها منها كسرة .. غير دور بني زهرة .. ولم يُختلف في إسلام صفية. وقال ابن إسحاق وطائفة معه: ولم يُسلم من عمات النبي صَلَّى الله عليه وسلم غير صفية .. أبو النبي صَلَّى الله عليه وسلم: وعبد الله بن عبد المطلب والد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم .. ولم يكن له ولد غير رسول الله ذكر ولا أنثى .. أم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: أما أمُّه فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. وأمُّ آمنة: برة بنت عبد العُزَّى بن عثمان عبد الدار بن قصي .. وأمُّ برة: أمُّ حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي .. وأمُّ أمِّ حبيب بنت أسد بن عبد العزَّى بن قُصي: برةُ بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عديِّ بن كعب بن لؤي .. وأما أمُّ وهب جدِّ النبيِّ فهي عاتكة بنت الأوقص بن مُرة بن هلال بن فالج بن ذكوانّ بن ثعلبة بن بُهثة بن سُليم بن منصور ابن عكرمة .. تزوَّج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة عند الفراغ من فدائه بالإبل لنذر أبيه الذي كان نذر حين نازعته قريش في حفر زمزم .. ولذلك قال صَلَّى الله عليه وسلم "أنا ابن الذَّبيحين" وهذه حجة من جعل الذبيح إسماعيل .. وقال أسد بن الفرات قاضي أفريقية في إمرة إبراهيم بن الأغلب : سمعت محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة يقول: اختلف أهل التفسير .. فقال بعضهم: إسحاق هو الذي أُمر إبراهيم بذبحه. وقال بعضهم: إسماعيل هو .. فكان أصحَّ القولين عندنا أنه إسماعيل .. لأن الله يقول في كتابه: ( فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) .. هود: 71 .. فكيف يختبر في ذبحه .. وقد أعلمه أنه سيولد لإسحاق يعقوب؟ وإنما الاختبار فيما لم يعلم غافية أمره. . فرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبًا .. وأفضلهم نسبًا من قبل أبيه وأمِّه صَلَّى الله عليه وآله وسلم ..
هوُ َمحُمَّدٌ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارَ بْنِ مَعَدَّ بْنِ عَدْنَانَ. إلى هنا هو النسب الصحيح الذي لا اختلاف فيه بين العلماء بالأنساب. وإلى عدنان كان يعدُّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.
وروى ابن الكلبيِّ .. عن ابن صالح .. عن ابن عباس .. قال: كان النبيُّ عليه الصلاة آله والسلام .. إذا انتهى في النسب إلى عدنان أمسك .. ثم يقول: كذب النسابون .. وقالت عائشة رضي الله عنها: "ما وجدنا من يعرف ما وراء عدنان ولا ما وراء قحطان إلا تخرُّصًا".. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنما ننتسب إلى عدنان .. وما بعد ذلك لا أدري ما هو".. وقال ابن جريح عن القاسم بن أبي بزَّة عن عكرمة: أضلَّت نزار نسبتها من عدنان ..
وقال محمد بن أحمد بن حميد القرشي العدوي: لا أعلم أحد من الشعراء بلغ في شعره عدنان إلا لبيد بن ربيعة، وعباس بن مرداس السلمَّي. قال لبيد:
فإنْ لم تجدْ من دونِ عدنانَ والدًا ودون
مَعَدٍّ فلتَرُعْكَ القبائلُ .. وقال عباس بن مرداس: وعَكُّ بنُ عدنانَ الذين تَلعَّبوا بغسَّانَ حتَّى "طُرِّدُوا" كلَّ مَطْرَدِ
وقال أبو الأسود يتيم عروة: "سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة، وكان أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم، يقول: ما وجدنا أحدا يعلم ما وراء معدِّ بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم". وروى ابن لهيعة، عن أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يقول: "ما وجدنا أحدًا يعرف ما وراء معدِّ بن عدنان".
قال أبو العباس محمد بن إبراهيم السرَّاج: حدثنا عبيد الله بن سعد الزُّبيريُّ، قال: أخبرنا أحمد بن محمد، قال: سمعت الشافعيَّ يقول: اسم عبد المطلب شيبة بن هاشم، وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف، وعبد مناف اسمه المغيرة بن قصيٍّ، وقصيٌّ اسمه زيد بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي. وقال الشافعيُّ: أبو طالب اسمه عبد مناف بن عبد المطلب .. وإليك تفصيل هذا النسب المبارك:
عبد مناف بن قصي : ويكنى أبا عبد شمس .. فولد عبد مناف هاشمًا .. والمطلب، ونوفل .. وعبد شمس .. وأمُّهم ــ ما عدا نوفلًا ــ عاتكة بنت مرَّة ابن هلال بن فالح بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة. وأمُّ نوفل وافدة بنت عمرو المازنيَّة، من مازن بن منصور بن عكرمة؛ فأما هاشم فلم يعقب من ولده غير عبد المطلب. وليس في الأرض هاشميٌّ إلا من ولد عبد المطلب، ويأتي ذكره بعد هذا. وقال شاعر من قريش، أو من بعض العرب يمدح هاشمًا:
عَمرُو الذي هَشَم الثَّريدَ لقومهِ قومٍ بمكةَ مُسْنِتينَ عِجافِ سُنَّتْ إليهِ الرِّحلتانِ كلاهُما سَفَرُ الشتاءِ ورِحلةُ الأصيافِ
وهلك هاشم بغزَّة من أرض الشام تاجرًا. والمقدَّم من قريش "بنو هاشم" وهي فصيلة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم. وعشيرته الأقربون، وآله الذين تحرم عليهم الصدقة. قال أهل العلم في تأويل قول رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لا تحلُّ الصدقة لمحمد ولا لآل محمد" قالوا: هم بنو هاشم؛ آل العباس، وآل أبي طالب، وبنو أبي لهب، وبنو الحارث بن عبد المطلب، وآل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر.
وقيل: بنو عبد المطَّلب فصيلته، وبنو هاشم فخذه، وعبد مناف بطنه، وقريش عمارته، وبنو كنانة قبيلته، ومضر شعبه. وروى الأوزاعيُّ، عن أبي عمَّار، عن واثلة قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" ـ. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أهل بيتي مثل سفينة نوح .. من ركب فيها نجا.. ومن تخلَّف هلك"..
وعن سفيان الثوريِّ .. رفعه إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال " :إن الله خلق الخلق، فجعلني في خير خلقه .. وجعلهم أفراقًا .. فجعلني من خير فرقة .. وجعلهم قبائل .. فجعلني في خير قبيلة .. وجعلهم بيوتًا .. فجعلني في خير بيت .. فأنا خيركم بيتًا وخيركم نسبًا " وقال صَلَّى الله عليه وآله وسلم .. كلُّ سبب نسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي".
وأما المطَّلب بن عبد مناف فكان يقال له: "الفيض"؛ لسماحه. وفيه قيل: "والفيض مطَّلب أبي الأضياف". وهلك المطلب بـ "ردمان" من اليمن فقال رجل من العرب يبكيه:
قَد ظَمئ الحجيجُ بعدَ المطَّلبْ بعدَ الجِفانِ والشرابِ المُنْثِعِبْ
ليتَ قُريشًا بعدَهُ على نُصُبْ
ومن ولده: عبيدة، والطفيل، والحصين. بنو الحارث بن المطَّلب شهدوا بدرًا، وهم من المهاجرين الأولين، واستشهد عبيدة يوم بدر، قطع رجله عتبة بن ربيعة، فمات بالصَّفراء .. ومن ولده مسطح بن أثاثة .. واسمه عوف بن أثاثة بن عبَّاد بن المطلب.. ومسطح مهاجري بدري .. وهو من أصحاب الإفك. .. وأمه: بنت خالة أبي بكر الصديق .. وأبوها أبو رهم بن المطَّلب .. وأمها سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعيد بن تيم، أخت أمِّ الخير أمِّ أبي بكر رضي الله عنه .. ومنهم ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب .. وكان من أشدَّاء قريش .. وخبره حين صرعه النبي صَلَّى الله عليه وسلم بمكة في بعض شعابها مشهور .. وذلك قبل الهجرة، ثم أسلم بعد ذلك وحسن إسلامه، وكان إسلامه قبل فتح خيبر .. وقسم له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من أموال الكتيبة من خيبر خمسين وسقًا .. وروى عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام. . وكان لركانة ابنان: يزيد وطلحة .. فأما يزيد فكانت له صحبة ورواية .. وروى عنه أبو جعفر محمد بن علي .. وأما طلحة فولد زيد بن طلحة .. وأخو ركانة عُجَير بن عبد يزيد .. كان مِمَّن بعثه عمر فيمن أقام أعلام الحرم .. وكان من مشايخ قريش وجلَّتهم .. وقسم له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم من الكتيبة من خيبر ثلاثين وسقًا .. وابن أخيه السائب بن عبيد بن عبد يزيد أسر يوم بدر فافتدى .. ثم أسلم فقيل له: "هلَّا أسلمت قبل أن تفتدي؟ فقال: ما كنت لأحرم المؤمنين طمعا لهم فيَّ".
وابنه شافع بن السائب: وإليه ينتسب الشافعي الإمام .. فيقال فيه: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ..
وجدُّ السائب عبد يزيد بن هاشم بن المطلب: وهو أبو ركانة .. كان يقال له: "المحض لا قذى فيه" .. لأنه ولد هاشمًا .. وهاشم بن المطلب أبوه .. وهاشم بن عبد مناف أبو أمِّه .. واسمها "الشفاء". فالشافعي صريح المجد لأب وأم .. وولد سنة خمسين ومائة.
ومن بني المطلب بن عبد مناف أيضًا قيس بن مخرمة بن المطلب: أبو محمد، ويقال: أبو السائب .. ولد هو ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم عام الفيل .. وروي عنه أنه قال: كنت أنا ورسول الله صَلَّى الله عليه وسلم لدة .. وكان أحد المؤلَّفة قلوبهم .. وممَّن حسن إسلامه منهم .. ولم يبلِّغه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم مائة من الإبل من غنائم حنين.
وكانت لقيس بن مخرمة بن المطلب بنت تسمى: زينب .. قد صلَّت القبلتين جميعًا مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم .. وهي مولاة السُّدِّي المفسِّر .. أعتقت أباه .. وأما نوفل بن عبد مناف فمن ولده: مطعم بن عديِّ بن نوفل .. وهو الذي أجار النبي عليه الصلاة والسلام حين رجع من الطائف من دعاء ثقيف بعد موت أبي طالب .. وابنه جُبيرُ بنُ مُطعِم: من مسلمة الفتح وحسن إسلامه .. عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف .. هو جدّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم .. وكان لعبد المطَّلب من الولد لصُلبه عشرة من الذكور .. ومن الإناث ست بنات .. الذكور: عبد الله بن عبد المطلب أبو النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم .. والزبير .. وأبو طالب .. واسمه عبد مناف .. وحمزة .. والعباس، وضرار .. والمُقوَّم .. وأبو لهب .. واسمه عبد العزى .. والغيداق .. واسمه حَجْل .. وسُمَّي غيداقًا .. لكثرة سماحه وخيره .. والحارث وهو أكبر ولد عبد المطلب .. وبه كان يُكنى .. والإناث: عاتكة بنت عبد المطلب، وأُميمة، والبيضاء .. وهي أُمُّ حكيم .. وبَرَّة .. وصفيَّة .. وأروى .. وأمُّ عبد المطلب: سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن عديِّ بن النجّار .. واسم النجّار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج أخي الأوس .. والأوس والخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مُزَيقِيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن ثَبِت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن يَشجُب بن قحطان ..
وأمُّ الأوس والخزرج: عُذرية .. واسمها: قيلة بنت كاهل بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سُود بن أسلُم بن الحاف بن قُضاعة. ولذلك قيل للأوس والخزرج: بنو قَليَة. قال النعمان بن بشر الأنصاريُّ يمدح الأوس والخزرج:
بَهاليلُ من أبناءِ قَيلةَ لم يجدْ عليهم خليطٌفي مُخالطةٍ عَتْبا مساميحُ أبطالٌ يُراحون للنَّدى يَرَون عليهمْ فعلَ آبائهمْ نَحْبا وأمُّ سلمى .. أُمِّ عبد المطلب: عُميرة بنت صخر بن الحرث بن ثعلبة بن مازن بن النجار.. وكان لعبد المطلب من الأخوة لأبيه: أسد بن هاشم .. وهو أبو فاطمة أمُّ عليَّ رضي الله عنه .. وأبو صيفي بن هاشم .. وفَضلة بن هاشم. ومن الأخوات لأبيه: الشِّفاء، وخالدة، وضعيفة .. وحيَّة ..
فأما الشفاء منهنَّ فتزوَّجها عبد المطلب بن عبد مناف فولدت له عبد يزيد الذي كان يُقال له: المَحْضُ لا قذى فيه. وهو أبو رُكانة الشديد .. وقد تقدَّم ذكر ركانة وأبيه.
وتزوج هاشم سلمى بنت عمرو ببلدها يثرب .. فولدت له عبد المطلب ورقيَّة .. وكانت قبل هاشم عند أُحَيْحَة بن الجُلاح .. فولدت له عمرو بن أحيحة .. فهو أخو عبد المطلب لأمِّه .. وهلك هاشم بالشام .. وعبد المطلب صبي صغير عند أمه بالمدينة .. فلما شبَّ جاء المطلب لأمه .. وأراد أخذَهُ منها ليحمله إلى مكة .. فمنعته من حمله .. فلم يزل بها المطلب حتى دفعته إليه فذهب به .. وأردفه خلفه .. وحمله إلى مكة .. فلما دخل مكة قالت قريش: هذا عبد المطلب .. فقال المطلب: وَيْحَكُم .. إنه ابن هاشم أخي .. قدِمتُ به من يثرب. فلزمه هذا الاسم، واسمه شَيبَةُ .. أمهات بني عبد المطلب وبناته:
ـــ أمُّ عبد الله والد النبي عليه الصلاة والسلام .. وأبي طالب .. وجميع النساء غير صفية هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران ابن مخزوم بن يَقَظَة بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
ـــ وأمُّ حمزة والمُقوَّم والحَجْل وصفية: هالة بنت أُهَيب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي ..
ـــ وأُمَُ العباس وضرار: نُتَيلة بنت جَناب بن كُليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عامر بن سعد بن الخزرج بن تيم اللات بن النَّمِر بن قاسط بن هِنْب بن أفضى بن دُعميِّ بن جديلة بن أسيد بن ربيعة بن نزار.. هكذا نسبها ابن إسحاق .. ونسبها أبو عبيدة كما يأتي بعد..
ـــ وأمُّ الحارث بن عبد المطلب: سمراء بنت جُندب بن جُحير بن رئاب بن سُواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ابن منصور بن عكرمة ..
ـــ وأُمُّ أبي لهب: ُلبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حُبيشة بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي ..
ذكر عمومة رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم:
أما أعمام النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقد أسلم من أعمامه اثنان:
ـــ حمزة بن عبد المطلب: وكانت له كُنيتان: أبو يعلى .. وأبو عُمارة .. وأم عُمارة امرأة من بني النجار من الأنصار .. ولم يُعقب .. وكان له من البنات: أمُّ أبيها واسمها أُمامة .. وأُمُّ الفضل؛ فأمَّا أُمُّ أبيها فأُمُّها زينب بنت عُميس الخثعمية .. وكانت تحت عمر بن أبي سلمة المخزوميِّ ربيب النبي عليه الصلاة والسلام ..
ـــ والعباس بن عبد المطلب: وولد العباسُ: الفضلَ الرَّدْفَ .. وبه كان يُكنى .. وعبد الله الحَبْر .. وعُبيد الله الجواد .. وقُثَم الشهيد بسمرقند .. وعبد الرحمن .. ومعبدا .. وأُمُّهُم أمُّ الفضل لُبابة الكبرى الهلالية من بني عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة .. كُنيت بالفضل ابنها .. وهي لُبابة بنت الحارث بن حَزْن أخت ميمونة زوج النبي صَلَّى الله عليه وسلم لأبيها وأمِّها، ويقال: أنها أول امرأة أسلمت بعد خديجة؛ فكان النبي عليه الصلاة والسلام يزورها .. ويقيل عنها .. وروت عنه أحاديث كثيرة .. وكانت من المُنجِبات .. ولدت للعباس ستة رجالًا لم تلد امرأة مثلهم ..
وفي أم الفضل هذه يقول عبد الله بن يزيد الهلالي:
ما ولدتْ نجيبةٌ من فحلِ بجَبلٍ نعلمُهُ وسهلِ كَستَّةٍ من بطن أمِّ الفضلِ أكرِمْ بها من كهلةٍ وكهلِ عمِّ النبيِّ المصطفى ذي الفضلِ وخاتمِ الرُّسْلِ وخَيرِ الرسْلِ ..
ـــ ثم عمه الثالث: ضرار بن عبد المطلب: مات ضرار قبل الإسلام .. ولا عقب له .. وكان يقول الشعر ..
ـــ المقوَّم بن عبد المطلب: ولم يدرك الإسلام، ولا عقب له ..
ـــ أبو لهب: عبد العزَّى بن عبد المطلب .. ويكنى أبا عتبة: وولد له: عتبة وعتيبة ومعتِّب .. وبناتٍ؛ أمُّهم أمُّ جميل بنت حرب بن أمية .. حمالة الحطب .. وهي أخت أبي سفيان بن حرب عمة معاوية.
ـــ الغيداق بن عبد المطلب: وهو حجل .. ولا عقب له ..
ـــ الحارث بن عبد المطلب: هو أكبر ولد عبد المطلب .. وشهد معه حفر زمزم، وبه كان يكنى. وولد له أبو سفيان بن الحارث، ونوفل بن الحارث .. وربيعة بن الحارث .. وعبد شمس بن الحارث .. وأروى بنت الحارث .. عمَّاتُهُ صَلَّى الله عليه وسلم: أما عمات النبي صَلَّى الله عليه وسلم فبيان أمرهن كما يلي:--
ـــ أما عاتكة بنت عبد المطلب: فكانت عند أبي أميَّة بن المغيرة المخزوميّ .. فولدت له عبد الله بن أبي أميَّة .. وزهيرًا .. والمهاجَر .. وهم إخوة أمّ سلمة لأبيها ..
ـــ وأما أميمة بنت عبد المطلب: فكانت عند جحش بن رئاب الأسديِّ .. وهي أمُّ زينب بنت جحش وأمُّ إخوتها: عبد الله، وأبي أحمد الأعمى .. وعبيد الله المتنصِّر بأرض الحبشة.
ـــ وأما البيضاء بنت عبد المطلب: فكانت عند كُريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس .. فولدت له أروى .. وهي أمُّ عثمان بن عفان، وأمُّ الوليد بن عقبة بن أبي مُعيط .. وكانت البيضاء تُكنّى أمَّ حكيم، وكان يقال لها: قبة الديباج .. لجمالها.
ـــ وأما برَّة بنت عبد المطلب: فكانت عند عبد الأسد بن هلال المخزوميَّ .. فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد الذي كانت أمُّ سلمة عنده قبل أن تكون عند النبيِّ صَلَّى الله عليه وسلم .. ثم خلف على برَّة أبو رُهم بن عبد العُزّى من بني عامر بن لؤي .. فولدت له أبا سَبرة بن أبي رُهم ..
ـــ أما صفية بنت عبد المطلب: فكانت عند الحارث بن حرب بن أميَّة .. ثم خلف عليها العوَّام بن خويلد .. وهي أمُّ الزُّبير .. وأسلمت صفيّة .. وتوفيت في خلافة عمر سنة عشرين .. ولها ثلاث وسبعون سنة .. ودُفنت بالبقيع..
ـــ أما أروى بنت عبد المطلب: فهي أمُّ طُليب بن عمير بن وهب بن أبي كبير بن عبد بن قصيٍّ. كانت تحت عُمير بن وهب .. فولدت له طُليبا .. واختُلف في أروى .. فذكر بعضهم أنها أسلمت .. وكذلك ذُكر عن عاتكة أنها أسلمت .. وقيل: لم تُسلم .. وعاتكة هي صاحبة الرؤيا في شأن بدر.. قالت: رأيت راكبًا أخذ صخرة من أبي قُبيس.. فرمى بها الرُّكن، فتفلَّقت الصخرة .. فما بقيت دار من قريش إلا دخلتها منها كسرة .. غير دور بني زهرة .. ولم يُختلف في إسلام صفية. وقال ابن إسحاق وطائفة معه: ولم يُسلم من عمات النبي صَلَّى الله عليه وسلم غير صفية .. أبو النبي صَلَّى الله عليه وسلم: وعبد الله بن عبد المطلب والد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم .. ولم يكن له ولد غير رسول الله ذكر ولا أنثى .. أم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: أما أمُّه فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي. وأمُّ آمنة: برة بنت عبد العُزَّى بن عثمان عبد الدار بن قصي .. وأمُّ برة: أمُّ حبيب بنت أسد بن عبد العزى بن قصي .. وأمُّ أمِّ حبيب بنت أسد بن عبد العزَّى بن قُصي: برةُ بنت عوف بن عبيد بن عويج بن عديِّ بن كعب بن لؤي .. وأما أمُّ وهب جدِّ النبيِّ فهي عاتكة بنت الأوقص بن مُرة بن هلال بن فالج بن ذكوانّ بن ثعلبة بن بُهثة بن سُليم بن منصور ابن عكرمة .. تزوَّج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة عند الفراغ من فدائه بالإبل لنذر أبيه الذي كان نذر حين نازعته قريش في حفر زمزم .. ولذلك قال صَلَّى الله عليه وسلم "أنا ابن الذَّبيحين" وهذه حجة من جعل الذبيح إسماعيل .. وقال أسد بن الفرات قاضي أفريقية في إمرة إبراهيم بن الأغلب : سمعت محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة يقول: اختلف أهل التفسير .. فقال بعضهم: إسحاق هو الذي أُمر إبراهيم بذبحه. وقال بعضهم: إسماعيل هو .. فكان أصحَّ القولين عندنا أنه إسماعيل .. لأن الله يقول في كتابه: ( فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ) .. هود: 71 .. فكيف يختبر في ذبحه .. وقد أعلمه أنه سيولد لإسحاق يعقوب؟ وإنما الاختبار فيما لم يعلم غافية أمره. . فرسول الله صَلَّى الله عليه وسلم أشرف ولد آدم حسبًا .. وأفضلهم نسبًا من قبل أبيه وأمِّه صَلَّى الله عليه وآله وسلم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى .. وصل اللهم على النبي
المصطفى وعلى آله وصحبة أجمعين
مقدمة بحث في نسب الغريبي .. الهدا ..
الطائف .. الحجاز الأشرف ..
قال الله عز وجل .. ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا ) ..
حدثني أبو كريب .. قال
: ثنا وكيع .. عن عبد الحميد بن بهرام .. عن شهر بن حوشب .. عن فضيل بن مرزوق ..
عن عطية , عن أبي سعيد الخدري .. عن أم سلمة , قالت : لما نزلت هذه الآية : { إنما
يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } دعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا .. فجلل عليهم كساء خيبريا .. فقال : "
اللهم هؤلاء أهل بيتي .. اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة
: ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير ..
إن آية التطهير هي قول الله تبارك وتعالى ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 33 ( الأحزاب .. يقولون إن أهل البيت هم علي
وفاطمة والحسن والحسين بدلالة حديث الكساء ! ما هو حديث الكساء ؟ .. حديث الكساء
ترويه أم المؤمنين عائشة – التي يزعمون أنها تبغض آل بيت النبي صلى الله عليه وآله
وسلم - ويخرجه من ؟ الإمام مسلم الذي يزعمون أنه يكتم أحاديث في فضائل آل بيت
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ..
عائشة تروي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه علي فأدخله في عباءته – في كساءه – ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جللهم أي غطاهم صلوات الله وسلامه عليه بالكساء ثم قال :
اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
فقالوا هذا الحديث يفسر الآية وهو قول الله تبارك وتعالى ) إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (...
عائشة تروي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه علي فأدخله في عباءته – في كساءه – ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء الحسن فأدخله ثم جاء الحسين فأدخله ثم جللهم أي غطاهم صلوات الله وسلامه عليه بالكساء ثم قال :
أخرج أحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد مرفوعا: (
إني أوشك أن أُدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله حبل ممدود من السماء
إلى الأرض .. وعترتي أهل بيتي .. وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى
يردا علي الحوض .. فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .. تحقيق الألباني صحيح انظر حديث
2458 في صحصح الجامع ..
وقفة ..
وإنني والله لأقف وقفت تأمل وتفكر في الفروع والأعداد الكبيرة لآل بيت رسول الله صلى
الله علية وآله وسلم .. وكيف تسن لهم التكاثر والتزايد في مختلف أصقاع الأرض ..
والقتل والتهجير والتشتيت ملازم لهم في كل زمان ومكان .. ولا شك عندي إن تلك معجزة
ألاهية ربانية أختص بها الله ذريت سيد الخلق .. فعندما كان بمكة مضطهدا محاربا
ينكل بأتباعه .. يعذبون ولا يملك لهم رسول الله إلا أن يذكرهم بالصبر .. فإن الله
منجز عز وجل منجز أمرة .. هنا يموت عمه العضيد الأول له .. وتموت زوجته خديجة ..
ثم يموت أبنائه الذكور .. فيشيع العاص أبن
وائل السهمي في محافل مكة وبين من يأتي للحج والعمرة أن محمد أبتر لا يعقب .. كحرب
نفسية ترسخ للبطش والعدون على الحبيب صلى الله علية وآله وسلم .. وحتى يدمر الدين
الحنيف من أسسه التي تبنى .. فأنزل الله عز شأنه سورة الكوثر لتتلى ليوم الدين ..
وتكون المعجزة الأبدية التي ترافق آل البيت وتمدهم بالقوة حتى يمضون لما أختصهم
الله به ..
ومن هنا ومن خلال تتبعي للمراحل والحقب الزمانية والمكانية لآل بيت
رسول الله .. فأجدهم يقتلون ويهجرون بل يطاردون في كل حدب وصوب .. لكن ما يلبثون
حتى يعودون في قوة وسؤدد .. ويتمكنون ليخرجوا الناس من عبادة العبيد لعبادة الواحد
الديان .. نعم هي موجات تتبع موجات من الخير والعطاء .. فوربي أن الدهشة تتملكني
وأنا أتتبع في مناطق معينة تلك الملاحم يصنعها كوكبة من أبناء المصطفى صلى الله
عليه وآله وسلم .. فما بالك في المناطق الأخرى من هذا العالم الذي يزهو بكل شيء ..
إلا انه غافل عن سنن الله في خلقة ..
فلا ريب أن نحاذي التاريخ في مواطن وأوقات .. فيغيب عنى الحقائق
ويبرز الأساطير .. وعندما نحث الخطى ونجد ونجتهد وننقب عن الكنز والركاز والودائع
التاريخية من مخطوطات وحجج .. ونبحث في المخزون المغاربي والحجازي عن اشارات
ومعالم وأثار .. ونحن نتلهف للوصول
للحقيقة .. نجد مصابيح الهدى في كل فرع وكل شجرة .. تستحثنا لأمر عظيم .. وكأنها
ومن خلال ذلك الولوج تبرهن إن الأمر لله .. وإنما نحن سب للوصول للنسب والسبب
والصهر ..
أقف والمبشرات تتراء أمام ناظريه .. فلا أملك إلا الحمد والشكر
للمنان الذي هيئ لي من أمري رشدا .. متذكرا أهل الفضل الذين مدوني بما يعينني
للمضي لهذا الهدف السامي .. داعي الله لهم بأن يمدهم بطول العمر وأن يكونوا من
سعداء الدارين .. اللهم أمين ..
يا أخوتي .. تصور إن نسل الحبيب صلى الله علية وآله وسلم يخرج من
رجلين فقط .. هما الحسن .. والحسين رضي الله عنهما .. ثم تذكروا أن الحسن قتل
مسموما .. والحسين قتل مغدورا هو ومجموعة كبيرة من أببناء البيت .. حتى يعتقد
الغافل أن عقب النبي انتهى بتلك المقتلة العظيمة .. وأندثر أرث النبوة .. لكن الله
عز شأنه يبارك بالقليل .. فتنتظم الكوكبة في مناطق متباعدة .. ليستمر النور
الرباني .. وفي كل منطقة وكل زمان تحصل مذابح لآل البيت لا تبقي ولا تذر .. فيأذن
الله أن تبقى بركته في فرد أو افراد ليكون بذرة تخرج سنابل الخير .. لتعيد للحياة
بهجتها وزخرفها ..
ولعلي أقف عند أمر عجيب .. وهي تلك القبور والأضرحة والمزارات التي
لآل البيت في كثير من المناطق وأتعجب .. كذلك تلك المذاهب والنحل والأعياد
والمناسبات التي تقام تحت مسميات مختلفة ولأشخاص
ينتسبون لآل البيت .. ك الصوفية بشتى صنوفها وتوجهاتها .. ومثل ذلك الطريقة
الخلواتية .. والطريقة البدوية .. والرفاعية ..السنوسية .. والشعرانية ..
والنقشبندية .. والمهدية .. وغيرها كثير مرتبطة برجل ينتسب لآل البيت ويتبرك به ..
والعجيب أن تلك الطرق منتشرة في منطق كثيرة .. مثل دول المغرب .. وأواسط أفريقيا
.. ومصر والسودان .. وشرق أفريقيا .. والهند واندنوسيا .. والصين وإيران وافغنستان
.. والباكستان ودول وسط اسيا وتركيا واليونان وغيرها .. يجتمعون ولهم طقوس تؤدى ..
ومن هنا أتسأل من أين اتت تلك المناسبات والطقوس ؟؟ .. وهل لها في
الفقة الإسلامي مرجعية معتبرة ؟؟
لعلي ابحث في هذه المسألة وإن كنت غير متخصص وغير ملم بها ..
ولعلي أعود من حيث أبدئت .. ووقوفا عند سورة الكوثر .. التي استشهدت بها
.. فأقول .. أن سورة الكوثر كانت مبشرة لخير البرية صلى الله عليه وآله وسلم ..
ببقاء والكثرة في الذرية .. وهذا خبر من السماء للحماية والمحبة .. فإن نسل نبي
الأمين صلى الله عليه وآله وسلم باقي إلى يوم الدين .. وفي هذه السورة بيان وعظمة
الوعد الرباني .. بنزول البركة في هذه الذرية الطاهرة .. وهذا ما نلمسه في الأعداد
التي لا تُحصى من ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم .. قد امتدّت عبر
أحقاب التاريخ وتتابُع الأزمنة والعصور .. ولم تنقطع في أيّ وقت من الأوقات .. بل
إنّ هذه الأعداد الغفيرة الوفيرة .. إنّما تزداد كثرتها بمرور الزمان وتتضاعف عبر
الأجيال .. وأمر أخر أنّ هذه الأعداد المتكثرة المنتشرة في كل مكان من المعمورة .. إنما هي من نسل بنتٍ رسول الله صل الله عليه
وآله وسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها وعن زوجها وذريتها .. أمّا طه صلى الله عليه
وآله وسلم الذكور فقد شاء الله تبارك
وتعالى أن يتوفّاهم وهم صغار السن. ..
ــ أنّ هذه الكثرة في ذريّة الصدّيقة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
وأرضاها .. قد تجاوزوا العصور القرون والعقود ..على الرغم من المحاولات الطاغوتية الإجرامية الجهنمية العامدة إلى إبادتها والقضاء
عليها .. أو الحدّ تكاثرهم ومن عنفوانها وفيضانها على أقلّ تقدير .. فمثلا وطيلة
حكم بني أُميّة وبني العباس .. شَهِد أبناءُ السيدة الزهراء عليها السّلام أنواعَ
القتل والاستئصال والتشريد والسجن والتعذيب .. وكانوا يُقَتَّلون أحياناً تقتيلاً
جماعياً في مذابح مروِّعة لا تُبقي ولا تَذَر .. مثل مذبحة كربلاء الدامية ..
ومذبحة فَخّ قرب مكة .. ومذبحة بني الحسن عليه السّلام بأمر المنصور العباسي ..
ومثل المذبحة الواسعة للأسرة الفاطمية في مصر بعد سيطرة صلاح الدين الأيوبي على أرض
الكنانة ..
ــ أنّ عدد وعديد أبناء وذرية علي أبن أبي طالب وفاطمة الزهراء رضي
الله عنهما وعن ذريتهما .. ليست كثرة من الوجهة العددية وحدها .. بل هي أيضاً كثرة
في المواقع العلمية والمعنوية والقيادية المتصدرة للأحداث عبر الحقب الزمانية
والمكانية .. فقد أهّلت قادة من ذرية آل البيت ليكونوا طيلة التاريخ على قمّة
التيّارات العلمية والمعنوية والاجتماعية والسياسية والجهادية .. ومن يتصفّح مصادر
التاريخ وكتب تراجم الرجال الكثيرة تبهره كثرة الرجال .. من السادة والشرفاء الذين
كانوا منطلقات غنية في كلّ المجالات .. وكانوا المبادرين إلى المكرمات والسموّ
الأخلاقي والمعنوي .. وهذا لعمري مصداقا لما ب القرآن الكريم وأكدته الأزمنة
المديدة المتعاقبة .. فهذا تاجهم ومنهاجهم الممتد من مبعث المتوكل صلى الله عليه
وآله وسلم حتى يرث الله الأرض ومن عليها .. وهذا ما يشعرنا بالعزة والفخر .. ونتعامل
معها بمزيد من التصديق والإيمان .. فسورة الكوثر رسخت البقاء المتتابع المتوالي من
خلال المحن التي تعصف بآل البيت ومن وقت لآخر .. والعترة قد ملأوا البسيطة .. والعجيب
الانتشار الجغرافي هذه الذريّة المحمدية الطيّبة لا تتركّز في بلد واحد .. وليس
لها بقعة واحدة تتواجد فيها على الأرض بل إنها منتشرة في طول خريطة العالم وعرضها
.. مبثوثة في قارّات الكرة الأرضيّة الخمس .. ومعظم تواجدهم وتمركزهم في قارّة آسيا وقارّة إفريقية .. وتكاثروا
في بلاد المسلمين على نحوٍ خاص .. ولهذا يصعب حصرهم وتبيانهم وتتبعهم .. وإن كان
هناك من محاولات حثيثة من قبل مختصين في حقب وأزمنة مختلفة .. يقول الله عز وجل في
محكم التنزيل .. ( إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ ) ..
نسب
الشرفاء الأدارسة ..
ينتسب
الشرفاء الأدارسة إلى إدريس الأكبر مؤسس الدولة الإدريسي في بلاد المغرب .. ونسب إدريس الأكبر ( الأول ) هو إدريس بن
عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .. زوج
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( فاطمة الزهراء ) رضي الله عنهم جميعا ..
وقد تزوج
إدريس الأكبر بكنزة بنت سلطان عبد الحميد .. فحملت منه .. ومات إدريس الأكبر
مسموما وكانت زوجته كنزة حامل في شهرها السابع فوضعت ولدا أسمته على إسم أبية
إدريس .. وهو المعروف بإدريس الثاني أو إدريس الأصغر .. أو إدريس الأزهر ..
ورد في
كتب التاريخ أن إدريس الثاني رزق ب أثنى عشر ولدا .. وهناك مصادر تقول خمسة عشر
ولد .. ومصادر أخرى تقول أربع عشر ولدا .. ( ذكر لي المستشار الدكتور عدنان وزان
أن بحوزته تحقيق بأن أبناء إدريس الأصغر هم أربعة عشر ولدا ) ..
أبناء
إدريس الأصغر ..
أعقاب إدريس الثاني بن إدريس بن عبدالله الحسني الطالبي :ـ
أولا ..
محمد .. أنجب سبعة أولاد .. حيدرة .. يحي .. أحمد .. عبد الله .. موسى .. سليمان
.. سعيد ..
وفي كتاب
:ـ سلسلة الأصول .. في شجرة أبناء الرسول .. للعلامة عبد الله بن محمد بن علي
حشلاف .. ذكر أن ابناء محمد بن أدريس الأصغر سبعة هم .. علي .. أحمد .. إبراهيم ..
عبد الله ..القاسم .. المهدي .. يحي ..
قال
الإمام السيوطي .. خلف إثنى عشر ولدا وهم .. علي .. أحمد .. إبراهيم .. عبد الله
..القاسم .. المهدي .. يحي .. محمد .. جعفر .. إدريس .. الحسن .. الحسين ..
ثانيا ..
أحمد .. أنجب خمسة أولاد .. أحمد .. محمد .. عبد الله ..عبد الرحمن .. داود ..
ثالثا ..
عبد الله أنجب ستة أولاد .. زيد .. يزيد .. يحي ..أبو بكر .. محمد .. علي الشريف
رابعا ..
أبو القاسم .. أنجب ولدان .. يحيى الحوطي .. و محمد
خامسا ..
عمران .. ولد واحد .. علي ..
سادسا ..
عيسى .. أنجب أربعة أولاد ..إبراهيم .. محمد .. سعيد .. موسى ..
سابعا ..
عمر ( ورد ببعض المصادر عامر ) وله من الولد ستة .. عبد الله .. محمد .. علي ..
موسى .. إدريس .. عمران ..
ثامنا ..
داود .. له من الولد ستة .. احمد .. القاسم .. محمد .. إدريس .. عمر ..الحسن ..
تاسعا ..
يحيى .. أنجب ثلاثة أولاد .. يحيى .. عمران .. إدريس
عاشرا ..
حمزة .. وله ولدان .. محمد .. عبد الله ..
الحادي
عشر .. علي ..
الثاني
عشر .. كثير .. ولد واحد .. محمد ..
الثالث
عشر .. الحسن
الرابع
عشر .. الحسين
الخامس
عشر .. جعفر
هناك مصادر تزيد إلى عشرين ولد ..
السادس عشر .. إبراهيم ..
السابع عشر .. إدريس ..
الثامن عشر .. محمد الأصغر .. له من الولد ثلاثة أبناء
.. يحيى .. محمد .. علي ..
التاسع عشر .. عبيد الله ..
العشرون .. سليمان ..
المصدر .. كتاب أعقاب الحسن المجتبى للنسابة الشريف
إيهاب بن يعقوب الكتبي ..
وقد أشرت سابقا إلى أبناء إدريس الأصغر الذين ثبت
إنجابهم في المصادر التاريخية .. وهذا مدخل للولوج في اسم الغريب أو ما يشتق من
الإسم في فروع الإدريسي رجيا من الله التوفيق والعون والسداد ..
الأول .. محمد ..من أبناء محمد على ( حيدرة ) وذريته .. مزورة .. ابنه سليمان
.. ابنه سليمان .. ابنه حرمة .. ابنه علي .. ابنه أبو بكر ..
وقد أنجب أبو بكر سبعة أولاد هم .. :ــ
يونس وله من الولد ..عبد الله .. عبد الرحمن ..
مشيش .. له ثلاث أولاد .. يملح .. عبد السلام .. موسى
الرضى ..
كلا من علي .. أحمد .. الملهي ..ميمون .. الفاتح .. لم
أقف على ذرية لهم ..
أبناء عبد السلام مشيش .. أربعة أبناء هم .. محمد .. على
.. عبد الصمد .. أحمد .. ( عبد الصمد .. أحمد .. لم أقف على ذرية لهم ) ..
عقب على بن عبد السلام مشيش .. ابنه محمد .. ابنه عبد الكريم .. ابنه عيسى .. ابنه مسعود .. ابنه أحمد .. ولأحمد ابنان .. الصالح .. محمد ..
عقب على بن عبد السلام مشيش .. ابنه محمد .. ابنه عبد الكريم .. ابنه عيسى .. ابنه مسعود .. ابنه أحمد .. ولأحمد ابنان .. الصالح .. محمد ..
ترجمة الإمام على حيدرة ..
هو الإمام علي حيدرة بن إدريس الثاني ( الأصغر ) بن
إدريس الأكبر ( الأول ) وورد في الإستقصاء: هو جد العالمين ـ أهل جبل العلم ومنهم
المشيشيون .. أولاد مولانا عبد السلام بن مشيش .. رضي الله عنهم جميعا .. وأولاد سيدي
محمد بن يملح .. وأولاد سيدي الحاج موسى الرضى .. أمه هي رقية بنت إسماعيل بن عمير
بن مصعب الأزدي .. فهي عربية ..حكم مدة 13 عاما وتوفي عام 234 هـ ..ولم يعهد
بالحكم لأبنه مزور .. حيث كان خاتمة السلسلة المشيشية .. من بني إدريس ..
ويتبع هذه السلسلة المباركة بحلقات من الورع والنسك الأولياء العارفين بالله .. حتى بلغت
الكوكب الساطعة .. حيث نصل للشيخ الجامع .. الإمام عبد السلام ابن مشيش .. لما
أشتهر عنه في كتب التحقيق والتاريخ .. وإشتهر
في المشرق والمغرب وفي العالم الإسلامي والغربي .. وكانت الأقلام وما زالت تتناول
هذا الإمام بالبحث والتقصي لما عرف عنه من العلم والورع والتقى .. فهو امتداد
للعترة الطيبة المباركة ..
ترجمة الإمام عبد السلام بن مشيش ..
هو الإمام العالم العابد .. عبد السلام بن مشيش بن أبو
بكر .. بن حرمة .. بن عيسى .. بن سليمان
.. بن مزور .. بن علي حيدرة .. بن محمد .. بن إدريس الثاني .. بن إدريس الأول ..
بن عبد الله المحض .. بن حسن المثنى .. بن حسن المجتبى .. بن على .. بن أبو طالب
..
دولة الخلافة الإدريسي استمرت من عام 172 هـ 788 مـ حتى
375 هـ 967 مـ ..
ذرية العابد الناسك العارف بالله مزوار بن علي حيدرة ..
:ـ
ـ أحمد مزوار بن علي حيدرة أبن محمد بن إدريس الثاني بن
أدريس الأول بن عبدالله الكامل .. أبن الحسن المثنى بن حسن السبط بن علي وفاطمة
الزرهرا .. بنت رسول الله صل الله عليه وآله وسلم ..
ـ سلام بن مزوار بن علي حيدرة .. ( كلمة مزوارة تطلق على
كبير القوم أو رئيسهم أو نقيبهم ) .. وإسمة أحمد بن علي حيدرة .. ويعرف في كثير من
كتب التاريخ والأنساب بمزوارة ..
ـ الولي الصالح سيدي عيسى أبن سلام ..
ـ الوالي الصالح سيدي بوحرمة بن عيسى بن سلام ..
ـ الوالي الصالح سيدي على بن بوحرمة بن عيسى بن سلام ..
ـ الوالي الصالح سيدي أبو بكر بن علي بن بوحرمة بن عبسى
..
ـ** ومن سلام المذكور أعلاة إلى أبي بكر لم أجد لاحد
منهم إلا عقبا واحد ليس له غيرة .. ولأبي بكر هذا سبعة رجال .. وكان عقبة من خمسة
منهم .. وفيهم يجتمع النسب العلمي .. من قبيلتي بني عروس وسماتة .. وإثنان لم يعقبان
.. وهما سيدي ميمون بن أبي بكر .. والأخر سيدي الفتوح بن أبي بكر ..
أم الأبناء الخمسة المعقبون وهم من مزوارة إلى مولانا
عبد السلام مسيش .. سياتي الذكر عنهم لاحقا ..
ابناء عبد السلام بن مشيش ..:ـ أربعة ابناء
ـ محمد بن عبد السلام بن مشيش ..
ـ احمد بن عبد السلام بن مشيش
ـ علي ( وقد ورد في بعض المصادر علي بن الشيخ عبد السلام
بن مشيش ) ..
ـ عبد الصمد بن عبد السلام مشيش ..
# ابناء محمد بن عبد السلام مشيش .. له ولد واحد هو عبد
الكريم بن محمد بن عبد السلام مشيش .. وعبد الكريم له ولدان .. هما عبد الوهاب بن
عبد الكريم .. والآخر هو عبد الواحد بن عبد الكريم بن محمد ..* وقد وجدت في مصادر
أخرى إن له ولد ثالث اسمه العافية .. وبعد التمحيص والتدقيق وجدت أن هذا الثالث لا
وجود له إنما دس في النسب من قبل أعداء الأدارسة ووجدت بعض المصادر تذكر إن هذا
الإسم ذكره صاحب ( كتاب مرآة المحاسن ) .. حيث ألحقه ب عبد الكريم بن محمد لخدمة
ما يسمى بالأزليات الخيالية الشبيهه بالاسرائيليات الدخيلة على الإسلام .. والله
اعلم ..
ـ ابناء عبد الوهاب الأكبر .. :ــ
خلف الوالي الصالح سيدنا عبد الوهاب الاكبر ولد واحد هو
سيدنا يوسف بن عبد الوهاب بن عبد الكريم ..
ـ ابناء سيدنا يوسف .. له ولد واحد وهو ابراهيم بن يوسف
بن عبد الوهاب ..
ـ ابناء إبراهيم بن بوسف ولدان هما السيد مبخوث بن
ابراهيم بن يوسف ..
ـ والأخر هو السيد محمد بن ابراهيم بن يوسف ..
# مبخوث هو الجد الجامع ل الردام
.. وهنا لابد من الإشارة إلى وجود مسمى الردام كإندماج وانصهار بين ذرية الددام من
ذرية مبخوث وأبناء عم لهم أولاد عيسى ( وسوف أبحث عن في هذا الاندماج والانصهار إن
شاء الله تعالى ) ..
ـ محمد وجدت له ولد واحد اسمه عبد الوهاب الأصغر وهو جد
جامع ينسب له جميع شرفاء أولاد عبد الوهاب على مختلف فرقهم .. وإشتهروا بأسماء
أخرى .. كالعمريين .. واللهيويين .. والصيديين .. والتايديين .. واليوسفيين .. وقد
وجدت غيرهم في مصادر الشبكة العنكبوتية لكنني أثرت عدم ذكرها لأن من أورد تلك
الفروع مجاهيل بالإنتر نت ..
ـ أما الوهبيون منهم فلم يتغير الإسم القديم إلا بتغير
بسيط مثل الوهابية ..
# وجدت أن لعبد الوهاب الأصغر ولد واحد هو عيسى بن عبد
الوهاب الأصغر بن محمد بن إبراهيم بن يوسف ..
ـ ابناء عيسى بن عبد الوهاب أربعة رجال ..:ـ
ـ محمد بن عيسى بن عبد الوهاب الأصغر لم يعقب ( لم أجد
له عقب ولكني مازلت في طور البحث ) ..
ـ عمر بن عيسى بن عبد الوهاب الأصغر ..
ـأحمد بن عيسى بن عبد الوهاب الأصغر ..
ـ إبراهيم بن عيسى بن عبد الوهاب الأصغر ..
أبناء عمر بن عيسى بن عبد الوهاب الأصغر .. وله ولدان ..
محمد بن عمر .. والأخر هو أحمد بن عمر ..
ـ أبناء محمد بن عمر بن عيسى .. ثلاث ذكور ..
ـ علي بن محمد
بن عمر بن عيسى ليس له عقب
ـ محمد بن محمد بن عمر بن عيسى .. له ثلاث أبناء .. عقبة
من إثنان أم الثالث فعقبة إنقرض ..
ـ أحمد بن محمد بن عمر .. له ولدان وفيهما عقب ..
ــ أبنا محمد بن محمد بن عمر هما .. أحمد بن محمد بن
محمد بن عمر .. عبد السلام بن محمد بن محمد بن عمر .. وفيهما عقب ..
ـ أبناء أحمد بن محمد بن عمر .. وهما التهامي .. والأخر
الطاهر ..
ـ التهامي بن أحمد بن محمد بن عمر ..
ـ الطاهر بن أحمد بن محمد بن عمر ..
ــ ذرية التهامي .. خلف ثلاث ذكور هم .. محمد .. عبد
السلام .. المهدي ..
ــ ذرية الطاهر .. خلف السيد الطاهر ثلاث أولاد ذكور ..
عبد السلام .. محمد الاكبر .. محمد الأصغر ..
## ملاحظة ..
لابد الإشارة هنا لإنقطاع تدوين الأنساب ولمده تقارب 272
سنة وفي فترة الفوضى للدولة العثمانية .. ويعتمد على ما يروى أو ما يتناقلة كبار
السن في تسلسل النسب .. ومن هنا ياتي الإنقطاع أو التقديم والتاخير أو التبديل ..
ولا شك أن هناك مجهود مشكور من المؤرخين والنسابة الذين عملوا على اصلاح الخلل
ومتابعة النسب .. وخاصة في منطقة الجزائر ومنتدياتها حيث وجدت حراكا ونقاش وتصحيح
وتعديل .. ولكن تبقى الثغرة التي لا يوجد مرجح لها يعتمد عليه .. وعليه فإني وفي
هذه الفترة أحاول أن أن ابحث وأورد ما أرى إنه أقرب للحق والله أعلم ..
وهنا أنقل مما كتب الطاهر بن عبد السلام اللهيوي الوهابي
العلمي الحسني .. في كتاب حصن السلام بين يدي أولاد مولاي عبدالسلام .. حيث ورد في
صفحة 311 ـ 312 .. بيت السيد الطاهر رقم (8) .. وقد خلف سيدي الطاهر بن أحمد بن
محمد بن عمر ثلاث أولاد , ذكور وعقبه منهم , وهم سيدي عبد السلام , وسيدي محمد
الأكبر , وسيدي محمد الأصغر , ومستقر هؤلاء أفرنو الأسفل ,أم أبناء وأعقاب هؤلاء
فقد تشعبت فروعهم ولا يمكن ضبطهم إلا عن طريق عقود اصدقاء نسائلهم على يد نقيب
خبير بأنسابهم وتتبع محلات سكناهم . لذلك سنذكرهم على الطريقة التي أتبعها
النسابون في تدوين أنسابهم , قال المؤلف :اما أولاد سيدي عبد السلام أخى سيدي أحمد
المذكور فهم أولاد سيدي علي بن عبد السلام من ولديه السيد ادريس والسيد الهاشمي
,وله ثلاثة أولاد ذكور وهم :السيد علي ,وأخوه السيد محمد وأخويهما السيد ادريس
اأبناء الهاشمي ,فالأول هو على مسكنه افرونو السفلي,والثاني هو محمد فمسكنه بقرية
أولاد العافية الحسنيه ,والثالث هو ادريس غاب في ناحية الشرق غيبة انقطاع ,أما
السيد محمد ابن السيد ادريس بن عبد السلام ,وولدا أخيه أخى السيد علي بن عبد
السلام ,والسيد الهاشمي بن الطاهر بن عبد السلام ,وولدا أخ السيد علي بن عبد
السلام وهما:السيد علي والسيد الهاشمي بن عمر بن عبد السلام فمستقرهم افرنو
السفلى.وأما ولدا أخيهما السيد محمد فهما السيد الهاشمي والسيد عمر ومستقرهما قرية
افرنو السفلى.وانتقل عنهما أخوهما الى مدينة شفشاون ,وهما :السيد محمد والسيد عبد
السلام ,قال المؤلف ابن الصادق رحمه الله في زمن 1191هـ ,وخلف سيدي أحمد بن محمد
بن عمر المذكور ستة أولاد ذكور من صلبه هم :السيد محمد الأكبر,والسيد محمد الحاج
,والسيد أحمد والسيد عبد الوهاب والسيد ادريس والسيد عمر ,فأحفاد السيد محمد
الأكبر هم :السيد عبد السلام والسيد علي والسيد التهامي بنو عمر بن محمد الأكبر
أما ولدا السيد علي المذكور فيهما السيد ادريس والسيد محمد ,أما ولد السيد التهامي
فهو السيد محمد ,ولهم أولاد صغار من غير تأهل وكلهم بمدشر مسيرة العروسية ,ولا بد
من البحث عما بقي بها لأنها قرية لها موقع ممتاز في قبيلة بني عروس من الناحيه
الاقتصاديه .
اما أولاد السيد ادريس أخى السيد الهاشمي قبل بمحوله فوق
السطر فهم السيد محمد بن الخضر وأبناء عمه السيد محمد والسيد ادريس ولد الحاج محمد
بن محمد بن ادريس ومقرهم افرونو السفلى,أما أولاد السيد بن عمر فهم ثلاثة فرق ,وهم
الفقيه السيد محمد بن علي ,بن عمر ,وولدا عمه السيد عبد السلام بن عمر وهما السيد
محمد وأخوه السيد أحمد أبناء السيد عبد السلام بن عمر فاأولاد السيد محمد هم:السيد
ادريس ,والسيد عبد السلام والسيد العربي ,أما أخوه السيد أحمد فله ولد واحد أسمه
السيد الطاهر ومقر الفقيه السيد محمد بن علي بن عمر المتقدم فهو قرية افرونو
السفلى ومقر السيد محمد بن علي بن عبد السلام بن عمر فهو قرية ميزن ولا تزال
أعقابهم بها الى الان ,أو انتقلوا الى مدينة تطوان,أو بشفشاون ,وله بها ولدان هما
السيد محمد والسيد طاهر ,وله ولد ثالث اسمه ادريس وبقي بقبيلة بني عروس ,في قرية
مجازلين ,وله ولد رابع ايضا اسمه العربي مقره مع أبيه في قرية ميزن.وأما السيد
محمد الحاج وأخوه السيد عبد الوهاب فلم يعقبا........انتهى النقل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الغريب .. ورد ذكره في المصادر والكتب
والمشجرات والمخطوطات وعلى شفاه الرجال أكثر من خمس مرات وفي فروع مختلفة .. ومن
خلال بحثي حاولت قدر المستطاع الربط بين ما ورد في تلك المصادر .. ولكنني وجدت في
بعض المصادر يصورون الغريب كرجل اسطورة .. حتى أن الكثير يدعون وجود ضريح أو قبر
أو مزار الغريب في نواحيهم .. بل أن هناك كتب اشارت أن الغريبي هو الغريسي .. لذا
سوف أذكر المصادر وأنقل حرفيا منها .. ثم أتي برأي في نهاية المطاف ..
سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول ..
تأليف العلامة عبد الله ابن محمد الشارف الشيخ سيدي عبد الله حشلاف ..
1. صفحة 37
فمن أشهر نسبهم وطار صيتهم من الأشراف .. السيد أبو بكر بن علي بن السيد محمد
الملقب حرمه بن عيسى بن سليمان الملقب سلام بن مزوار بن علي الملقب حيدرة بن
مولانا محمد بن الإمام ادريس باني فاس ودفينها فكان رضي الله عنه خلف سبعة أولاد
وهم ( مشيش ) والسيد علي والسيد يونس والسيد احمد والسيد الملهي والسيد ميمون
والسيد فتوح ولكلا منهم أعقاب عدا ميمون وفتوح فلا عقب لهم ومن فروعهم أولاد خريف
.... حتي يقول في نفس الصفحة سطر رقم 15- 19 وفرقة بفجيج يعرف بأولاد ومن أولاد
عبد الجبار فرقة بانقاد ومنهم فرقة بندرومه ومنهم الآن القاضي الأرضي العلامة
المرتضى الشيخ القاضي بمعسكر الشيخ الحاج مصطفى بن جابر وقيل ينتهي نسب سيدي عبد
الجبار هذا لسيدي علي بن عبد الجبار الغريبي من حفدة مولانا عبد الله بن أدريس
حسبما هو مقرر في شرفاء غريس والله اعلم .. انتهى النقل الحرفي ..
هنا أتوقف أمام ادريس بن علي بن عبد السلام بن محمد بن
عمر بن عيسى بن عبد الوهاب الأصغر بن محمد بن عبد السلام بن مشيش .. فقد ذكرت عدة
مصادر أنه غاب بالشرق أو المشرق .. وسوف أحاول البحث عن إدريس بن علي فلعله يكون
همزة الوصل التي نحن بصدد البحث والتقصي عنها ..
ورد في بعض المصادر هذا التسلسل :ـ
محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن عبد الواحد بن
عبد الكريم بن عمر بن
محمد بن علي بن سيدي عبد السلام بن مشيش بن أبي بكر بن
علي بن عيسى بن
سالم بن مروان بن حيدرة بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن
سيدي ادريس الأصغر
بن سيدي ادريس االكبر بن عبد الله الكامل بن محمد الباقر
بن علي زين
العابدين بن محمد بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي
بن ابي طالب وبن
فاطمة الزهراء ابنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ..
كتاب سلسلة الأصول * في شجرة ابناء الرسول
.. تأليف العالم العلامة الشيخ سيدي عبد الله ابن محمد بن الشارف ابن سيدي علي
حشلاف ..
·
من الأشراف السيد ابو بكر بن علي بن السيد
محمد الملقب حرمه بن عيسى بن سليمان الملقب سلام بن مزوار بن علي الملقب حيدره بن
مولانا محمد بن الأمام الإدريسي .. باني فاس ودفينها فكان رضي الله عنه خلف سبعة
أولاد وهم السيد " مشيش " والسيد علي والسيد يونس والسيد أحمد والسيد
الملهي والسيد ميمون والسيد فتوح ولكلا منهم عقب عدا ميمون وفتوح ..فلا عقب لهما
.. ومن فوعهم أولاد خريف " خليفة " وأولاد زروق وأولاد رحمون واولاد
ريسن وأولاد المؤذن وأولاد " العربي " وأولاد مورسوا وأولاد الكلاح كلهم
لهم شهرة بالمغرب وأولاد بو عيشة منهم فرقة بونشريس وفرقة بأم البكر على شاطئ
البحر وفرقة بتونس وفرقة فجيج يعرفون بأولاد عبد الجبار ومن أولاد عبد الجبار فرقة
بانقاد ومنهم فرقة بندرومه منهم الآن القاضي الأرضي العلامة المرتضى الشيخ القاضي
بمعسكر الشيخ الحاج مصطفى بن "" جبار" غير واضح الأسم .. وقيل
ينتهي نسبه سيدي عبد الجبار هذا السيد علي بن عبد الجبار الغريبي "
الغريسي"من حفدة مولانا عبد الله بن أدريس حسبما هو مقرر من شرفاء غريس والله
أعلم ) انتهى النقل الحرفي ص 37
مصادر البحث ..
وقد ذكر الرحالة ابن جبير في كتاب رحلة بن
جبير التي أرخ لها في يوم الجمعة الموفي ثلاثين لشهر شوال سنة ثمان وسبعين وخمس
مائه .. ودخل مكة المكرمة في تاريخ يوم الخميس الثالث عشر لربيع الأخر حيث 586هـ
ورد في فصل ذكر ما خص الله تعالى به مكة من الخيرات والبركات
حيث كتب ( هذه الفواكه تجلب إليها من الطائف على
مسيرة ثلاثة أيام منها ( يقصد مكة المكرمة ) على الرفق والتؤدة ومن قرى حوله واقرب
هذه المواضع يعرف بأدم وهو من مكة على مسيرة يوم أو يزيد قليلا وهو من بطن الطائف
ويحتوي على قرى كثيرة من بطن مر وهو على مسيرة يوم أو اقل ومن نخلة وهي على مثل
هذه المسافة ومن أودية بقرب من البلد كعين سليمان وسواها .. قد جلب الله إليها من
المغاربة ذوي البصارة بالفلاحة والزراعة فأحدثوا فيها بساتين ومزارع فكانوا احد
الاسباب في خصب هذه الجهات وذلك بفضل الله الله عز وجل وكريم اعتنائه بحرمه الكريم
وبلده الأمين ) انتهى النقل الحرفي ..
وفي معجم البلدان بحثت عن أدم فوجدت ( باب الهمزة والدال وما يليهما .. أدام: بالضم كأنه من قولهم أدام زيد يديم فأنا
أدام، وقال محمود بن عمر أدام. وادي تهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة، وقال السيد
علي العلوي: أدام بكسر أوله، وقال فيه: ماءه يقال لها بئر أدام على طريق، اليمن
لبني شعبة من كنانة.
أدام: بالفتح. قال الأ صعي: أدام بلد وقيل
واد، وقال أبو حازم: هو من أشهر أودية مكة. قاد صخر الغي الهذلي ..
لعمرك والمنايا غالبات ** وما تغني
التميمات الحماما
لقد أجرى لمصرعه تليد ** وساقته المنية من
أداما .. أنتهى النقل الحرفي
وفي معجم البلدان لياقوت الحموي بحثت عن
نخلة فوجدت (نخلة القصوى واحدة النخل والقصوى تأنيث الأقصى قال جرير كم دون أسماء
من مستعمل قذف ومن فلاة بها تستودع العيس حنت إلى نخلة القصوى فقلت لها بسل عليك
ألا تلك الدهاريس أمي شآمية إذ لا عراق لنا قوما نودهم إذ قومنا شوس
نخلة الشامية واديان لهذيل على ليلتين من مكة يجتمعان ببطن مر وسبوحة وهو واد يصب من الغمير واليمانية تصب من قرن المنازل وهو على طريق اليمن مجتمعهما البستان وهو بين مجامعهما فإذا اجتمعتا كانتا واديا واحدا فيه بطن مر وإياهما عنى كثير بقوله حلفت برب الموضعيين عشية وغيطان لمج دونهم والشقائق يحثون صبح احمر خوصا كأنها بنخلة من دون الوحيف المطارق لقد لقيتنا أم عمرو بصادق من الصرم أو ضاقت عليه الخلائق
نخلة محمود موضع بالحجاز قريب من مكة فيه نخل وكروم وهي المرحلة الأولى للصادر عن مكة وفي تعاليق أبي موسى عمران النخلي من بطن نخلة وكان مقامه بها وثم لقيه سعيد بن جمهان قال صخر ألا قد أرى والله أني ميت بأرض مقيم سدرها وسيالها لقد طال ما حييت أخيلة الحمى ونخلة إذ جادت عليه ظلالها ويوم نخلة أحد أيام الفجار كان في أحد هذه المواضع وفي ذلك يقول ابن زهير يا شدة ما شددنا غير كاذبة على سخينة لولا الليل والحرم وذلك أنهم اقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم وجن عليهم الليل فكفوا عنهم وسخينة لقب تعير به قريش وهو في الأصل حساء يتخذ عند شدة الزمان وعجف المال ولعلها أولعت بأكله قال عبد الله بن الزبعرى زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب
نخلة اليمانية واد يصب فيه يدعان وبه مسجد لرسول الله صلى الله عليه و سلم وبه عسكرت هوازن يوم حنين ويجتمع بوادي نخلة الشامية في بطن مر وسبوحة وادي يصب باليمامة على بستان ابن عامر وعنده مجتمع نخلتين وهو في بطن مر كما ذكرنا قال ذو الرمة
أما والذي حج الملبون بيته شلالا ومولى كل باق وهالك ورب قلاص الخوص تدمى أنوفها بنخلة والداعين عند المناسك لقد كنت أهوى الأرض ما يستفزني لها الشوق إلا أنها من ديارك .. قال أبو زياد الكلابي نخلة واد من الحجاز بينه وبين مكة مسيرة ليلتين إحدى اللتين من نخلة يجتمع بها حاج اليمن وأهل نجد ومن جاء من قبل الخط وعمان وهجر ويبرين فيجتمع حاجهم بالوباءة وهي أعلى نخلة وهي تسمى نخلة اليمانية وتسمى النخلة الأخرى الشامية وهي ذات عرق التي تسمى ذات عرق وأما أعلى نخلة ذات عرق فهي لبني سعد بن بكر الذين أرضعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي كثيرة النخل وأسفلها بستان ابن عامر وذات عرق التي يعلوها طريق البصرة وطريق الكوفة .. ) انتهى النقل الحرفي
نخلة الشامية واديان لهذيل على ليلتين من مكة يجتمعان ببطن مر وسبوحة وهو واد يصب من الغمير واليمانية تصب من قرن المنازل وهو على طريق اليمن مجتمعهما البستان وهو بين مجامعهما فإذا اجتمعتا كانتا واديا واحدا فيه بطن مر وإياهما عنى كثير بقوله حلفت برب الموضعيين عشية وغيطان لمج دونهم والشقائق يحثون صبح احمر خوصا كأنها بنخلة من دون الوحيف المطارق لقد لقيتنا أم عمرو بصادق من الصرم أو ضاقت عليه الخلائق
نخلة محمود موضع بالحجاز قريب من مكة فيه نخل وكروم وهي المرحلة الأولى للصادر عن مكة وفي تعاليق أبي موسى عمران النخلي من بطن نخلة وكان مقامه بها وثم لقيه سعيد بن جمهان قال صخر ألا قد أرى والله أني ميت بأرض مقيم سدرها وسيالها لقد طال ما حييت أخيلة الحمى ونخلة إذ جادت عليه ظلالها ويوم نخلة أحد أيام الفجار كان في أحد هذه المواضع وفي ذلك يقول ابن زهير يا شدة ما شددنا غير كاذبة على سخينة لولا الليل والحرم وذلك أنهم اقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم وجن عليهم الليل فكفوا عنهم وسخينة لقب تعير به قريش وهو في الأصل حساء يتخذ عند شدة الزمان وعجف المال ولعلها أولعت بأكله قال عبد الله بن الزبعرى زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب
نخلة اليمانية واد يصب فيه يدعان وبه مسجد لرسول الله صلى الله عليه و سلم وبه عسكرت هوازن يوم حنين ويجتمع بوادي نخلة الشامية في بطن مر وسبوحة وادي يصب باليمامة على بستان ابن عامر وعنده مجتمع نخلتين وهو في بطن مر كما ذكرنا قال ذو الرمة
أما والذي حج الملبون بيته شلالا ومولى كل باق وهالك ورب قلاص الخوص تدمى أنوفها بنخلة والداعين عند المناسك لقد كنت أهوى الأرض ما يستفزني لها الشوق إلا أنها من ديارك .. قال أبو زياد الكلابي نخلة واد من الحجاز بينه وبين مكة مسيرة ليلتين إحدى اللتين من نخلة يجتمع بها حاج اليمن وأهل نجد ومن جاء من قبل الخط وعمان وهجر ويبرين فيجتمع حاجهم بالوباءة وهي أعلى نخلة وهي تسمى نخلة اليمانية وتسمى النخلة الأخرى الشامية وهي ذات عرق التي تسمى ذات عرق وأما أعلى نخلة ذات عرق فهي لبني سعد بن بكر الذين أرضعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي كثيرة النخل وأسفلها بستان ابن عامر وذات عرق التي يعلوها طريق البصرة وطريق الكوفة .. ) انتهى النقل الحرفي
رحلة الوزير اإلسحاقي إلى الحجاز عام 4411هـ/4314م
"تحقيق ودراسة النص
الخاص بالحجاز"
..........
انتهى
هذا هو الجزء
الاول
وأن شاء الله
سوف اتبعه بأجزاء فيها بعض التفصيل والتوضيح والشرح مع الأشارة للمصدر
مرحبا اخي الفاضل نشكرك على بحثك وعلى جهودك المبذولة في ما يخص ال البيت
ردحذفسؤل وهل هناك فرع من أولاد خليفة هاجر من فجيج الى قورارة ثم الى تيدكلت وبضبط في اينغر علما بأنه مؤسسهها